responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق المقدّس الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 276

منصوبا عطفا على آبائكم أو على أنّه مفعول فعل محذوف مثل واذكروا أو كونوا كما ذكره البيضاويّ والكشّاف ومجمع البيان ضعيف ، فانّ الكلّ تكلّف غير محتاج إليه بل بعضه غير جيّد مثل عطفه على آبائكم.

والمراد بالذّكر هو التكبير في منى وأكّد بما بعده أو يكون الإشارة إلى استحباب الدّعاء مطلقا في تلك الأماكن الشريفة ، وسبب النزول على ما ذكره في مجمع البيان ما روي عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّهم أي القريش كانوا إذا فرغوا من الحجّ يجتمعون هناك ويعدّون مفاخر آبائهم [ومآثرهم] ويذكرون أيّامهم القديمة وأياديهم الجسيمة ، فأمرهم الله سبحانه أن يذكروه في مكان ذكرهم في هذا الموضع (أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) ويزيدوا على ذلك بأن يذكروا نعم الله ويعدّوا آلاءه ويشكروا نعماءه وآلاءه ، لا آباءهم وإن كانت لهم عليهم أياد ونعم لأنّ الله سبحانه أعظم وأياديه عندهم أفخم لأنّ الله سبحانه هو المنعم بتلك المآثر والمفاخر عليهم وعلى آبائهم [١] وقيل : معناه فاستعينوا بالله وأفزعوا إليه كما يفزع الصبيّ إلى أبيه في جميع أموره ، ويشتغل بذكره فيقول يا أبه.

(فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ) قال في تفسير القاضي [٢] والكشّاف : هذا تفصيل للذّاكرين ، فانّ الناس من بين مقلّ لا يطلب بذكر الله إلّا متاع الدنيا ، ومكثر يطلب به خير الدارين ، والمراد به الحثّ على الإكثار والإرشاد إليه [رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا [٣]] أي اجعل إعطاءنا في الدنيا وما لهؤلاء في الآخرة من نصيب ، لأنّ هممهم مقصور على الدنيا ، أو مالهم من طلب خلاق ، والأوّل أولى. ولما ذكر سبحانه دعاء من سأله من أمور الدّنيا. فقط في تلك المواقف الشريفة ممّا لا يرتضيه ، عقّبه بما يسأله المؤمنون فيها من الدعاء الّذي رغّب فيها فقال (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) يعني أعطنا الصحّة والكفاف وتوفيق الخير في الدنيا (وَفِي الْآخِرَةِ) الثواب والرحمة ، وقيل : نعيم الدّنيا ونعيم الآخرة ، وعن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّها


[١] مجمع البيان ج ٢ : ٢٩٧.

[٢] أنوار التنزيل : ٦٣.

[٣] زيادة من المصدر تحتاج إليها السياق.

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق المقدّس الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست