responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 2  صفحه : 205

كما ذكرت و لكنا نعنى انه ابنه على معنى الكرامة و ان لم يكن هناك ولادة، كما قد يقول بعض علمائنا لمن يريد إكرامه و إبانته بالمنزلة عن غيره: يا بنى، و انه إبني لا على إثبات ولادته منه. و لأنه قد يقول ذلك لمن هو اجنبى لا نسب بينه و بينه و كذلك لما فعل الله بعزير ما فعل كان قد اتخذه ابنا على الكرامة لا على الولادة، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله:

فهذا ما قلته لكم: انه ان وجب على هذا الوجه ان يكون عزير ابنه فان هذه المنزلة لموسى اولى و ان الله يفضح كل مبطل بإقراره و يقلب عليه حجته، لان ما احتججتم به يؤديكم الى ما هو أكبر مما ذكرته لكم، لأنكم قلتم: ان عظيما من عظمائكم قد يقول لاجنبى لا نسب بينه و بينه: يا بنى و هذا إبني لا على طريق الولادة فقد تجدون أيضا هذا العظيم يقول لاجنبى آخر. هذا أخي و لآخر: هذا شيخي و ابى، و لآخر: هذا سيدي و يا سيدي على سبيل الإكرام، و ان من زاده في الكرامة زاده في مثل هذا القول، فاذا يجوز عندكم ان يكون موسى أخا لله أو شيخا له أو أبا أو سيدا، لأنه قد زاده في الإكرام مما لعزير، كما ان من زاد رجلا في الإكرام قال له: يا سيدي و يا شيخي و يا عمى و يا رئيسى على طريق الإكرام و ان من زاده في الكرامة زاده في مثل هذا القول أ فيجوز عندكم ان يكون موسى أخا لله أو شيخا أو عما أو رئيسا أو سيدا أو أميرا لأنه قد زاده في الإكرام على من قال له: يا شيخي أو يا سيدي أو يا أميري أو يا عمى أو يا رئيسى، قال: فبهت القوم و تحيروا و قالوا: يا محمد أجلنا نفكر فيما قتله لنا، فقال:

انظروا فيه بقلوب معتقدة للانصاف يهدكم الله ثم اقبل صلى الله عليه و آله على النصارى فقال: و أنتم قلتم:

ان القديم عز و جل اتحد بالمسيح عليه السلام ابنه، فما الذي أردتموه بهذا القول؟ أردتم ان القديم صار محدثا لوجود هذا المحدث الذي هو عيسى؟ أو المحدث الذي هو عيسى عليه السلام صار قديما لوجود القديم الذي هو الله؟ أو معنى قولكم: انه اتحد به انه اختصه بكرامة لم يكرم بها أحدا سواه؟ فان أردتم ان القديم صار محدثا فقد أبطلتم، لان القديم محال ان ينقلب فيصير محدثا، و ان أردتم ان المحدث صار قديما فقد أحلتم لان المحدث أيضا محال ان يصير قديما و ان أردتم انه تحد به بان اختصه و اصطفاه على ساير عباده فقد أقررتم بحدوث عيسى و بحدوث المعنى الذي اتحد به من اجله، لأنه إذا كان عيسى محدثا و كان الله قد اتحد به بان أحدث به معنى صار به أكرم الخلق عنده فقد صار عيسى و ذلك‌

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 2  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست