responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 2  صفحه : 206

- المعنى محدثين، و هذا خلاف ما بدأتم تقولونه، فقالت النصارى: يا محمد ان الله لما أظهر على يد عيسى من الأشياء العجيبة ما أظهر فقد اتخذه ولدا على جهة الكرامة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله: فقد سمعتم ما قلته لليهود في هذا المعنى الذي ذكرتموه، ثم أعاد صلى الله عليه و آله ذلك كله فسكتوا الا رجلا واحدا منهم قال له: يا محمد أ و لستم تقولون: ان إبراهيم خليل الله؟ قال: قد قلنا ذلك، فقال: إذا قلتم ذلك فلم منعتمونا ان نقول: ان عيسى ابن الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: انهما لن يشتبها[1] لان قولنا ان إبراهيم خليل الله فانما هو مشتق من الخلة[2] و الخلة انما معناها الفقر و الفاقة و قد كان خليلا الى ربه فقيرا، و اليه منقطعا و عن غيره متعففا معرضا مستغنيا، و ذلك لما أريد قذفه في النار فرمى به في المنجنيق فبعث الله تعالى جبرئيل عليه السلام فقال له: أدرك عبدي، فجائه فلقيه في الهواء فقال: كلمني ما بدا لك فقد بعثني الله لنصرتك، فقال: بل حسبي الله و نعم الوكيل انى لا أسئل غيره و لا حاجة لي الا اليه فسمى خليله اى فقيره و محتاجه و المنقطع اليه عمن سواه، و إذا جعل معنى ذلك من الخلة[3] و هو انه قد تخلل معانيه و وقف على أسرار لم يقف عليها غيره، كان [الخليل‌] معناه العالم به و بأموره و لا يوجب ذلك تشبيه الله بخلقه.

ا لا ترون انه إذا لم ينقطع اليه لم يكن خليله، و إذا لم يعلم بأسراره لم يكن خليله، و ان من يلده الرجل و ان أهانه و أقصاه‌[4] لم يخرج عن أن يكون ولده، لان معنى الولادة قائم، ثم ان وجب لأنه قال لإبراهيم خليلي‌[5] أن تقيسوا أنتم كذلك فتقولوا: ان عيسى ابنه وجب أيضا أن تقولوا له و لموسى ابنه، [فان الذي معه من المعجزات لم يكن‌


[1] و في المنقول عن تفسير الامام« لم يشتبها».

[2]« من الخلة أو الخلة» اى بالفتح أو الضم و هو الصحيح لما سيأتى في كلام الامام عليه السلام من التفصيل.

[3] اى بالضم.

[4] اى أبعده.

[5] هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في أكثر النسخ هكذا:« ثم ان من أوجب ان يقول على قول إبراهيم خليله ... اه».

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 2  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست