responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 1  صفحه : 698

تشاهدوهما فلا تنكرو الله قدره ثم قال صلى الله عليه و آله أ تقولون ما قبلكم من الليل و النهار متناه أو غير متناه فان قلتم غير متناه فقد وصل إليكم آخر بلا نهاية لا و له و ان قلتم انه متناه فقد كان و لا شي‌ء منهما؟ قالوا: نعم قال لهم أقلتم ان العالم قديم غير محدث و أنتم عارفون بمعنى ما أقررتم به و معنى ما جحدتموه؟ قالوا: نعم فقال رسول الله: فهذا الذي تشاهدونه من الأشياء بعضها الى بعض مفنقر لأنه لا قوام للبعض الا بما يتصل به، الا ترى البناء محتاجا بعض اجزائه الى بعض و الا لم يبق و لم يستحكم و كذلك ساير ما ترى قال:

فاذا كان هذا المحتاج بعضه الى بعض لقوته و تمامه هو القديم فأخبروني أن لو كان محدثا كيف كان يكون و ما ذا كان تكون صفته قال: فبهتوا و علموا انهم لا يجدون للمحدث صفة يصفونه بها الا و هي موجودة في هذا الذي زعموا انه قديم فوجموا[1] و قالوا سننظر في أمرنا، ثم اقبل رسول الله صلى الله عليه و آله على الثنوية الذين قالوا ان النور و الظلمة هما المدبران فقال:

و أنتم فما الذي دعاكم الى ما قلتموه من هذا؟ قالوا لأنا وجدنا العالم صنفين خيرا و شرا و وجدنا الخير ضد للشر، فأنكرنا أن يكون فاعل واحد يفعل الشي‌ء و ضده بل لكل واحد منهما فاعل الا ترى ان الثلج محال ان يسخن كما ان النار محال أن تبرد فاثبتنا لذلك صانعين قديمين ظلمة و نورا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: أ فلستم قد وجدتم سواد أو بياضا و حمرة و صفرة و خضرة و زرقة و كل واحد ضد لسايرها لاستحالة اجتماع اثنين منها في محل واحد كما كان الحر و البرد ضدين لاستحالة اجتماعهما في محل واحد قالوا: نعم، قال فهل لا أثبتم بعدد كل لون صانعا قديما ليكون فاعل كل الضد من هذه الألوان غير فاعل ضد الاخر؟ قال. فسكتوا، ثم قال: و كيف اختلط هذا النور و الظلمة و هذا من طبعه الصعود و هذا من طبعه النزول أرأيتم لو ان رجلا أخذ شرقا يمشى اليه و الاخر أخذ غربا أ كان يجوزان يلتقيا ما داما سايرين على وجوههما؟ قالوا: لا، فقال: وجب أن لا يختلط النور بالظلمة لذهاب كل واحد منهما في غير جهة الاخر، فكيف وجدتم حدث هذا العالم من امتزاج ما يحال أن يمتزج بل هما مدبران جميعا مخلوقان؟ فقالوا. سننظر في أمرنا، ثم أقبل على مشركي العرب فقال: و أنتم فلم عبدتم الأصنام من دون الله؟ فقالوا: نتقرب بذلك الى الله تعالى، فقال: أو هي سامعة مطيعة لربها عابدة له حتى تتقربوا بتعظيمها


[1] وجم وجما: سكت و عجز عن التكلم.

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 1  صفحه : 698
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست