responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 1  صفحه : 699

الى الله؟ قالوا: لا، قال: فأنتم الذين نحتموها بأيديكم فلان تعبدكم هي لو كان يجوز منها العبادة أحرى من أن تعبدوها إذا لم يكن أمركم بتعظيمها من هو العارف بمصالحكم و عواقبكم و الحكيم فيما يكلفكم؟ قال: فلما قال رسول الله صلى الله عليه و آله هذا القول اختلفوا فقال بعضهم: ان الله قد حل في هياكل رجال كانوا على هذه الصورة فصورنا هذه الصور نعظمها لتعظيمنا تلك الصور التي حل فيها ربنا و قال آخرون منهم: ان هذه صور أقوام سلفوا كانوا مطيعين لله عز و جل قبلنا فمثلنا صورهم و عبدناها تعظيما لله و قال آخرون منهم، ان الله تعالى لما خلق آدم و امر الملئكة بالسجود له فسجدوه تقربا لله كنا نحن أحق بالسجود لادم من الملئكة، ففاتنا ذلك فصورنا صورته فسجدنا لها تقربا الى الله تعالى كما تقربت الملئكة بالسجود لادم الى الله، و كما أمرتم بالسجود بزعمكم الى جهة مكة ففعلتم ثم نصبتم في غير ذلك البلد بأيديكم محاريب سجدتم إليها و قصدتم الكعبة لا محاريبكم و قصدكم بالكعبة الى الله عز و جل لا إليها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اخطأتم الطريق و ضللتم أما أنتم و هو صلى الله عليه و آله يخاطب الذين قالوا ان الله يحل في هياكل رجال كانوا على هذه الصور التي صورناها فصورنا هذه الصور و نعظمها لتعظيمنا لتلك الصور التي حل فيها ربنا-: فقد وصفتم ربكم بصفة المخلوقات، أو يحل ربكم في شي‌ء يحيط به بذلك الشي‌ء فأى فرق بينه إذا و بين ساير ما يحل فيه من لونه و طعمه و رائحته و لينه و خشونته و ثقله و خفته و لم صار هذا المحلول فيه محدثا و ذلك قديما دون ان يكون ذلك محدثا و هذا قديما و كيف يحتاج الى المحال من لم يزل قبل المحال و هو عز و جل كما لم يزل، و إذا وصفتموه بصفة المحدثات في الحلول فقد لزمكم أن تصفوه بالزوال، و ما وصفتموه بالزوال و الحدوث فصفوه بالفناء، فان ذلك أجمع من صفات الحال و المحلول فيه، و جميع ذلك متغير الذات. فان كان لم يتغير ذات الباري عز و جل بحلوله في شي‌ء جاز أن لا يتغير بان يتحرك و يسكن و يسود و يبيض و يحمر و يصفر، و تحله الصفات التي تتعاقب على الموصوف بها حتى يكون فيه جميع صفات المحدثين، و يكون محدثا تعالى عن ذلك علوا كبيرا ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: فاذا بطل ما ظننتموه من ان الله يحل في شي‌ء فقد فسد ما بنيتم عليه قولكم قال: فسكت القوم و قالوا سننظر في أمرنا ثم اقبل على الفريق الثاني‌

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 1  صفحه : 699
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست