إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قال البرزخ هو أمر بين
أمرين- و هو الثواب و العقاب بين الدنيا و الآخرة- و هو رد على من أنكر عذاب
القبر- و الثواب و العقاب قبل القيامة و هو
و قوله: وَ لَقَدْ
أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ- فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما يَتَضَرَّعُونَ فهو الجوع و
الخوف و القتل- و قوله: حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ-
إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ يقول آيسون
و أما قوله: غَلَبَتْ
عَلَيْنا شِقْوَتُنا فإنهم علموا حين عاينوا أمر الآخرة- أن الشقي كتب عليهم
علموا حين لم ينفعهم العلم- قالوا رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها- فَإِنْ عُدْنا
فَإِنَّا ظالِمُونَ- قالَ اخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ فبلغني و الله
أعلم- أنهم تداركوا بعضهم على بعض سبعين عاما- حتى انتهوا إلى قعر جهنم.
و قال علي بن إبراهيم في
قوله: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ- فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا
يَتَساءَلُونَ فإنه رد على من يفتخر بالأنساب
و الدليل على ذلك قوله
عز و جل: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ- وَ لا
يَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ يعني بالأعمال الحسنة فَأُولئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ قال من الأعمال الحسنة فَأُولئِكَ
الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ و قوله تَلْفَحُ
وُجُوهَهُمُ النَّارُ قال أي تلهب عليهم فتحرقهم وَ هُمْ فِيها
كالِحُونَ أي مفتوحي الفم متربدي الوجوه