وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ
الصِّراطِ لَناكِبُونَ قال عن الإمام لحائدون ثم حكى الله عز و جل قول الدهرية قالُوا أَ
إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ إلى قوله أَساطِيرُ
الْأَوَّلِينَ يعني أكاذيب الأولين فرد الله عليهم فقال: بَلْ
أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ثم رد الله على الثنوية
الذين قالوا بإلهين- فقال الله تعالى: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ- وَ ما كانَ
مَعَهُ مِنْ إِلهٍ- إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ
عَلى بَعْضٍ قال: لو كان إلهين كما زعمتم لكانا يختلفان فيخلق هذا و لا
يخلق هذا- و يريد هذا و لا يريد هذا- و يطلب كل واحد منهما الغلبة- و إذا أراد
أحدهما خلق إنسان- أراد الآخر خلق بهيمة- فيكون إنسانا و بهيمة في حالة واحدة- و
هذا غير موجود- فلما بطل هذا ثبت التدبير و الصنع لواحد و دل أيضا التدبير و
ثباته- و قوام بعضه ببعض على أن الصانع واحد- و ذلك قوله:
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ
مِنْ وَلَدٍ إلى قوله لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ثم قال آنفا سُبْحانَ
اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ و قوله: وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ
هَمَزاتِ الشَّياطِينِ قال ما يقع في قلبك من وسوسة الشياطين- و قوله: حَتَّى إِذا
جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ- قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً
فِيما تَرَكْتُ- كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها فإنها نزلت في مانع
الزكاة و الخمس-.