قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ- قالُوا
لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ قال سل الملائكة الذين
كانوا يعدون علينا الأيام- و يكتبون ساعاتنا و أعمالنا التي اكتسبناها فيها على
الأنام- فرد الله عليهم فقال قل لهم يا محمد إِنْ لَبِثْتُمْ
إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ- أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما
خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ و قوله: وَ مَنْ
يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ أي لا حجة له به فَإِنَّما
حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ وَ قُلْ يا محمد رَبِّ
اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ
24 سورة النور مدنية
آياتها أربع و ستون 64
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَ فَرَضْناها- وَ أَنْزَلْنا فِيها
آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ يعني كي تذكروا- و قوله: الزَّانِيَةُ
وَ الزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ و هي ناسخة
لقوله وَ اللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ إلى آخر الآية-
و قوله: وَ لا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ يعني لا تأخذكم
الرأفة على الزاني و الزانية في دين الله إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ في إقامة الحد عليهما-.
و قال علي بن إبراهيم ثم
حرم الله عز و جل نكاح الزواني فقال الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ
مُشْرِكَةً- وَ الزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ- وَ حُرِّمَ
ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ و هو رد على من يستحل التمتع بالزواني و التزويج
بهن- و هن المشهورات