أَ فَأُوذِنُهُ بِذَلِكَ فَقَالَ لَتَفْعَلِنَّ، فَأَخْرَجَتْ رَأْسَهَا مِنَ الْحُجْرَةِ، فَقَالَتْ يَا أَبَا لُبَابَةَ أَبْشِرْ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَيْكَ، فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَوَثَبَ الْمُسْلِمُونَ لِيَحُلُّوهُ- فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ حَتَّى يَحُلَّنِي رَسُولُ اللَّهِ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالَ يَا أَبَا لُبَابَةَ قَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَيْكَ تَوْبَةً- لَوْ وُلِدْتَ مِنْ أُمِّكَ يَوْمَكَ هَذَا لَكَفَاكَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ فَأَتَصَدَّقُ بِمَالِي كُلِّهِ قَالَ لَا- قَالَ فَبِثُلُثَيْهِ قَالَ لَا قَالَ فَبِنِصْفِهِ قَالَ لَا- قَالَ فَبِثُلُثِهِ قَالَ نَعَمْ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً- عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ- خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً- تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِها وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ- إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ- أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ وَ قُلِ اعْمَلُوا- فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ الْمُؤْمِنُونَ هَاهُنَا الْأَئِمَّةُ الطَّاهِرُونَ ص
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ أَعْمَالَ الْعِبَادِ تُعْرَضُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص كُلَّ صَبَاحٍ- أَبْرَارِهَا وَ فُجَّارِهَا فَاحْذَرُوا- فَلْيَسْتَحْيِ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْرِضَ عَلَى نَبِيِّهِ الْعَمَلَ الْقَبِيحَ
، وَ عَنْهُ ص قَالَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ أَوْ كَافِرٍ يُوضَعُ فِي قَبْرِهِ- حَتَّى يُعْرَضَ عَمَلُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هَلُمَّ جَرّاً إِلَى آخِرِ مَنْ فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ «وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ»
و أما قوله وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ- إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ
قَالَ فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ يُونُسَ عَنْ أَبِي الطَّيَّارِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع الْمُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ قَوْمٌ كَانُوا مُشْرِكِينَ- قَتَلُوا حَمْزَةَ وَ جعفر [جَعْفَراً] وَ أَشْبَاهَهُمَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ- ثُمَّ دَخَلُوا بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْإِسْلَامِ فَوَحَّدُوا اللَّهَ وَ تَرَكُوا الشِّرْكَ- وَ لَمْ يَعْرِفُوا الْإِيمَانَ بِقُلُوبِهِمْ- فَيَكُونُوا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ- فَتَجِبَ لَهُمُ الْجَنَّةُ وَ لَمْ يَكُونُوا عَلَى جُحُودِهِمْ فَتَجِبَ لَهُمُ النَّارُ فَهُمْ عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ