حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع لَمَّا عَلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ آدَمَ وَ تَحَرَّكَ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا- قَالَتْ لآِدَمَ إِنَّ فِي بَطْنِي شَيْئاً يَتَحَرَّكُ، فَقَالَ لَهَا آدَمُ الَّذِي فِي بَطْنِكِ نُطْفَةٌ مِنِّي- اسْتَقَرَّتْ فِي رَحِمِكِ يَخْلُقُ اللَّهُ مِنْهَا خَلْقاً لِيَبْلُوَنَا فِيهِ- فَأَتَاهَا إِبْلِيسُ، فَقَالَ لَهَا كَيْفَ أَنْتِ فَقَالَتْ لَهُ أَمَّا إِنِّي قَدْ عَلِقْتُ- وَ فِي بَطْنِي مِنْ آدَمَ وَلَدٌ قَدْ تَحَرَّكَ، فَقَالَ لَهَا إِبْلِيسُ أَمَا إِنَّكِ إِنْ نَوَيْتِ أَنْ تُسَمِّيَهُ عَبْدَ الْحَارِثِ وَلَدْتِيهِ غُلَاماً وَ بَقِيَ وَ عَاشَ وَ إِنْ لَمْ تَنْوِ أَنْ تُسَمِّيَهُ عَبْدَ الْحَارِثِ مَاتَ بَعْدَ مَا تَلِدِينَهُ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِهَا مِمَّا قَالَ لَهَا شَيْءٌ- فَأَخْبَرَتْ بِمَا قَالَ آدَمَ، فَقَالَ لَهَا آدَمُ قَدْ جَاءَكِ الْخَبِيثُ لَا تَقْبَلِي مِنْهُ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَبْقَى لَنَا وَ يَكُونَ بِخِلَافِ مَا قَالَ لَكِ، وَ وَقَعَ فِي نَفْسِ آدَمَ مِثْلُ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِ حَوَّاءَ مِنْ مَقَالَةِ الْخَبِيثِ، فَلَمَّا وَضَعَتْهُ غُلَاماً لَمْ يَعِشْ إِلَّا سِتَّةَ أَيَّامٍ حَتَّى مَاتَ- فَقَالَتْ لآِدَمَ قَدْ جَاءَكَ الَّذِي قَالَ لَنَا الْحَارِثُ فِيهِ، وَ دَخَلَهُمَا مِنْ قَوْلِ الْخَبِيثِ مَا شَكَّكَهُمَا، قَالَ فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ عَلِقَتْ مِنْ آدَمَ حَمْلًا آخَرَ- فَأَتَاهَا إِبْلِيسُ، فَقَالَ لَهَا كَيْفَ أَنْتِ فَقَالَتْ لَهُ قَدْ وَلَدْتُ غُلَاماً- وَ لَكِنَّهُ مَاتَ الْيَوْمَ السَّادِسَ- فَقَالَ لَهَا الْخَبِيثُ أَمَا إِنَّكِ لَوْ كُنْتِ نَوَيْتِ أَنْ تُسَمِّيَهُ عَبْدَ الْحَارِثِ لَعَاشَ وَ بَقِيَ، وَ إِنَّمَا هُوَ الَّذِي فِي بَطْنِكِ- كَبَعْضِ مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ الَّتِي بِحَضْرَتِكُمْ- إِمَّا نَاقَةٌ وَ إِمَّا بَقَرَةٌ وَ إِمَّا ضَأْنٌ وَ إِمَّا مَعْزٌ- فَدَخَلَهَا مِنْ قَوْلِ الْخَبِيثِ مَا اسْتَمَالَهَا إِلَى تَصْدِيقِهِ- وَ الرُّكُونِ إِلَى مَا أَخْبَرَهَا الَّذِي كَانَ تَقَدَّمَ إِلَيْهَا فِي الْحَمْلِ الْأَوَّلِ، وَ أَخْبَرَتْ بِمَقَالَتِهِ آدَمَ فَوَقَعَ فِي قَلْبِهِ مِنْ قَوْلِ الْخَبِيثِ- مِثْلُ مَا وَقَعَ فِي قَلْبِ حَوَّاءَ «فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما- لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ- فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً» أَيْ لَمْ تَلِدْ نَاقَةً أَوْ بَقَرَةً أَوْ ضَأْناً- أَوْ مَعْزاً فَأَتَاهُمَا الْخَبِيثُ، فَقَالَ لَهَا كَيْفَ أَنْتِ- فَقَالَتْ لَهُ قَدْ ثَقُلْتُ وَ قَرُبَتْ وِلَادَتِي، فَقَالَ أَمَا إِنَّكِ سَتَنْدِمِينَ- وَ تَرَيْنَ مِنَ الَّذِي فِي بَطْنِكِ مَا تَكْرَهِينَ- وَ يَدْخُلُ آدَمَ مِنْكِ وَ مِنْ وُلْدِكِ شَيْءٌ- لَوْ قَدْ وَلَدْتِيهِ نَاقَةً أَوْ بَقَرَةً أَوْ ضَأْناً أَوْ مَعْزاً- فَاسْتَمَالَهَا إِلَى طَاعَتِهِ