أي جاهل بها[1] قُلْ لهم يا محمد إِنَّما
عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ- وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ و قوله وَ لَوْ
كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ- لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَ ما مَسَّنِيَ
السُّوءُ قال كنت أختار لنفسي الصحة و السلامة.
[1]. لقد خالف المصنف( ر ح) في معنى هذه الكلمة
سائر المفسرين حيث فسرها بالجاهل بها، و فسروها بالعالم بها، فالتفسيران متضادان
ظاهراً، و يمكن أن يقال في مقام رفع التنافي بينهما إن معني« حفي عن الشيء» أنه
استقصى في السؤال عنه، فبدؤه الجهل و ختامه العلم، لأن الجهل بالشيء ينشيء
السؤال عنه و نتيجة الاستقصاء في السؤال العلم به غالباً، فكأن نظر المصنف( ر ح)
إلى البداية و نظر الذي فسرها بالعلم إلى النهاية. و كلا المعنيين لهما ربط
بالمقام إلا أن الأول أرجح لأن المستقصي في السؤال عن شيء لا يخلو من الجهل به
قبل الاستقصاء و أنه قد يخلو من العلم بعده إذ ليس كل مستقص عالماً فالمعنى على
تعبير المصنف( ر ح): أن مشركي قريش يسألونك عن الساعة كأنهم يحسبونك من الجهلاء
الذين مدرك علمهم الناس، و قصدهم أن يعيروك لأنك إذا عينت وقتها تكون كاذباً عند
اليهود، و إذا فحمت عن الجواب يظهر جهلك عندهم و الحال أنك لست من الجهلاء الذين
يسألون الناس عن كل شيء حتى إذا لم تجبهم عن هذه المسألة يكن لك عيباً بل إنك
كلما تعلم فهو من اللَّه فعدم علمك بوقت الساعة ليس بعيب لك لأن اللَّه لم يخبرك
به و اختصه لنفسه كما قال« إنما علمها عند اللَّه لا يجليها لوقتها إلا هو» ج. ز