من ذنوب- فعوقبت عليها في الدنيا و الآخرة فمن نفسك بأفعالك-
لأن السارق يقطع و الزاني يجلد و يرجم و القاتل يقتل- فقد سمى الله تعالى العلل و
الخوف- و الشدة و عقوبات الذنوب كلها سيئات- فقال ما أَصابَكَ مِنْ
سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ بأعمالك و قوله قُلْ كُلٌّ مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ يعني الصحة و العافية و السعة- و السيئات التي هي عقوبات
الذنوب من عند الله- و قوله عز و جل يحكي قول المنافقين فقال وَ
يَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ- بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ
غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ- وَ اللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ أي يبدلون فَأَعْرِضْ
عَنْهُمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا و قوله وَ إِذا
جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ أي أخبروا به وَ لَوْ
رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ يعني أمير
المؤمنين ع لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ أي الذين
يعلمون منهم- و قوله وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ قال الفضل رسول
الله ص و الرحمة أمير المؤمنين ع لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا و قوله مَنْ
يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها- وَ مَنْ يَشْفَعْ
شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها قال يكون كفيل ذلك
الظلم الذي يظلم صاحب الشفاعة- و قوله وَ كانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ
مُقِيتاً أي مقتدرا و قوله وَ إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا
بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها- إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ
حَسِيباً أو ردوها قال السلام و غيره من البر-.
و قوله اللَّهُ لا
إِلهَ إِلَّا هُوَ- لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ إلى قوله فَلَنْ
تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا فإنه محكم،