بَنِي ضَمْرَةَ وَ وَادَعَهُمْ[1] قَبْلَ ذَلِكَ-.
فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ بَنُو ضَمْرَةَ قَرِيباً مِنَّا- وَ نَخَافُ أَنْ يُخَالِفُونَا إِلَى الْمَدِينَةِ أَوْ يُعِينُوا عَلَيْنَا قُرَيْشاً فَلَوْ بَدَأْنَا بِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص كَلَّا إِنَّهُمْ أَبَرُّ الْعَرَبِ بِالْوَالِدَيْنِ، وَ أَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ، وَ أَوْفَاهُمْ بِالْعَهْدِ، وَ كَانَ أَشْجَعُ بِلَادُهُمْ قَرِيباً مِنْ بِلَادِ بَنِي ضَمْرَةَ وَ هُمْ بَطْنٌ مِنْ كِنَانَةَ وَ كَانَتْ أَشْجَعُ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ بَنِي ضَمْرَةَ حِلْفٌ فِي الْمُرَاعَاةِ وَ الْأَمَانِ، فَأَجْدَبَتْ بِلَادُ أَشْجَعَ وَ أَخْصَبَتْ بِلَادُ بَنِي ضَمْرَةَ فَصَارَتْ أَشْجَعُ إِلَى بِلَادِ بَنِي ضَمْرَةَ فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ ص مَسِيرُهُمْ إِلَى بَنِي ضَمْرَةَ تَهَيَّأَ لِلْمَصِيرِ إِلَى أَشْجَعَ فَيَغْزُوهُمْ لِلْمُوَادَعَةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ بَنِي ضَمْرَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا ... إلخ ثُمَّ اسْتَثْنَى بِأَشْجَعَ فَقَالَ إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثاقٌ- أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ- أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ- وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ- وَ أَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ- فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا وَ كَانَتْ أَشْجَعُ مَحَالُّهَا الْبَيْضَاءَ وَ الْجَبَلَ وَ الْمُسْتَبَاحَ، وَ قَدْ كَانُوا قَرُبُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَهَابُوا لِقُرْبِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ مَنْ يَغْزُوهُمْ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَدْ خَافَهُمْ أَنْ يُصِيبُوا مِنْ أَطْرَافِهِ شَيْئاً- فَهَمَّ بِالْمَسِيرِ إِلَيْهِمْ فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ جَاءَتْ أَشْجَعُ وَ رَئِيسُهَا مَسْعُودُ بْنُ رُجَيْلَةَ وَ هُمْ سَبْعُمِائَةٍ، فَنَزَلُوا شِعْبَ سَلْعٍ وَ ذَلِكَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ [الْآخَرِ] سَنَةَ سِتٍّ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص أُسَيْدَ بْنَ حُصَيْنٍ، فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِكَ- حَتَّى تَنْظُرَ مَا أَقْدَمَ أَشْجَعَ، فَخَرَجَ أُسَيْدٌ وَ مَعَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ مَا أَقْدَمَكُمْ فَقَامَ إِلَيْهِ مَسْعُودُ بْنُ رُجَيْلَةَ وَ هُوَ رَئِيسُ أَشْجَعَ فَسَلَّمَ عَلَى أُسَيْدٍ وَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَ قَالُوا جِئْنَا لِنُوَادِعَ مُحَمَّداً فَرَجَعَ أُسَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَأَخْبَرَهُ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص
[1]. أَيْ صَالَحَهُمْ