الجبارين و الفراعنة- و العتاة إخوان الشياطين و أئمة الكفر و
الدعاة إلى النار، و أتباعهم إلى يوم القيامة و لا أبالي، و لا أسأل عما أفعل وَ هُمْ
يُسْئَلُونَ، و أشترط في ذلك البداء فيهم- و لم يشترط في أصحاب اليمين
البداء فيهم، ثم خلط الماءين في كفه جميعا فصلصلها[1]، ثم أكفأهما قدام عرشه و
هم ثلة من طين، ثم أمر الملائكة الأربعة الشمال و الدبور و الصبا و الجنوب أن
جولوها على هذه الثلة الطين[2] فأبروها[3] و أنشئوها
ثم جزوها و فصلوا و أجروا فيها الطبائع الأربعة: الريح، و البلغم، و المرة و الدم،
قال: فجالت عليه الملائكة الشمال و الجنوب و الدبور و الصبا و أجروا فيها الطبائع-
فالريح في الطبائع الأربعة من قبل الشمال و البلغم في الطبائع الأربعة في البدن
[1]- الصلصال: الطين اليابس الذي لم يطبخ اذا نقر
به صوت كما يصوت الفخار و الفخار ما طبخ من الطين.
[2]- و في نسختي البحار و التفسير«
سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ السلالة الطين» في الموضعين و هو الظاهر.
[3]- قال المجلسي( ره) قوله فأبروها يمكن أن يكون
مهموزا من برأه الله أي خلقه و جاء غير المهموز أيضا بهذا المعنى فيكون مجازا أي
اجعلوها مستعدة للخلق كما في قوله أنشئوها و يحتمل أن يكون من البري بمعنى النحت
كناية عن التفريق أو من التأبير من قولهم أبر النخل أي أصلحه.