نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 7 صفحه : 314
ثم قال «لَكُم فِيها مَنافِعُ إِلي أَجَلٍ مُسَمًّي» قال إبن عباس، و مجاهد: ذلک ما لم يسم هدياً او بدناً. و قال عطاء: ما لم يقلد، و قيل:
منافعها ركوب ظهرها و شرب ألبانها إذا احتاج اليها. و هو المروي عن أبي جعفر (ع) .
و قوله «إِلي أَجَلٍ مُسَمًّي» قال عطاء بن أبي رياح: الي أن تنحر. و قيل: المنافع التجارة. و قيل:
الأجر، و قيل: جميع ذلک. و هو أعم فائدة.
و قوله (ثُمَّ مَحِلُّها إِلَي البَيتِ العَتِيقِ) معناه إن محل الهدي و البدن الي الكعبة.
و عند أصحابنا: إن کان الهدي في الحج، فمحله مني، و إن کان في العمرة المفردة، فمحله مكة قبالة الكعبة بالخرورة. و قيل: الحرم كله محل لها، و الظاهر يقتضي أن المحل البيت العتيق، و هو الكعبة. و قال قوم «إِلي أَجَلٍ مُسَمًّي» يعني يوم القيامة.
ثم اخبر تعالي انه جعل لكل أمة من الأمم السالفة منسكاً. و قرأ حمزة و الكسائي «منسكا» بكسر السين. الباقون بالفتح، و هما لغتان، و هو المكان للعبادة المألوفة ألذي يقصده النّاس. و قال الحسن: المنسك المنهاج و هو الشريعة جعل اللّه لكل أمة من الأمم السالفة منسكا أي شريعة، كقوله «لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلنا مَنسَكاً هُم ناسِكُوهُ»[1] و قال مجاهد «منسكا» يعني عبادة في الذبح، و النسكة الذبيحة. يقال: نسكت الشاة أي ذبحتها فكأنه المذبح، و هو الموضع ألذي يذبح فيه. و قال محمّد بن أبي موسي:
محل المناسك الطواف بالبيت.
و قوله «لِيَذكُرُوا اسمَ اللّهِ عَلي ما رَزَقَهُم مِن بَهِيمَةِ الأَنعامِ» أي جعلنا ذلک للأمم و تعبدناهم به «لِيَذكُرُوا اسمَ اللّهِ عَلي ما رَزَقَهُم مِن بَهِيمَةِ الأَنعامِ» يعني من الإبل و البقر و الغنم إذا أرادوا تذكيتها. و في ذلک دلالة علي وجوب التسمية عند الذبيحة.