و قوله (هذانِ خَصمانِ) يعني الفريقين من المؤمنين و الكفار يوم بدر، و هم حمزة بن عبد المطلب قتل عتبة بن أبي ربيعة، و علي بن أبي طالب (ع) قتل الوليد بن عتبة، و عبيدة بن الحارث قتل شيبة بن ربيعة- في قول أبي ذر- و قال إبن عباس:
هم اهل الكتاب، و أهل القرآن. و قال الحسن و مجاهد و عطاء: هم المؤمنون و الكافرون «اختَصَمُوا فِي رَبِّهِم» لان المؤمنين قالوا بتوحيد اللّه و أنه لا يستحق العبادة سواه.
و الكفار أشركوا معه غيره، و انما جمع قوله «اختصموا» لأنه أراد ما يختصمون فيه او أراد بالخصمين القبيلتين و خصومهم. ثم قال تعالي «فَالَّذِينَ كَفَرُوا» باللّه و جحدوا وحدانيته «قُطِّعَت لَهُم ثِيابٌ مِن نارٍ» و معناه إن النار تحيط بهم كاحاطة الثياب الّتي يلبسونها. و «يُصَبُّ مِن فَوقِ رُؤُسِهِمُ الحَمِيمُ»