responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 7  صفحه : 303

«يُصهَرُ بِه‌ِ ما فِي‌ بُطُونِهِم‌ وَ الجُلُودُ» فالصهر الاذابة. و المعني‌ يذاب‌ بالحميم‌ ‌ألذي‌ يصب‌ ‌من‌ فوق‌ رؤسهم‌ ‌ما ‌في‌ بطونهم‌ ‌من‌ الشحوم‌ و تساقط ‌من‌ حره‌ الجلود. تقول‌: صهرت‌ الالية بالنار ‌إذا‌ أذبتها، أصهرها صهراً ‌قال‌ الشاعر:

تروي‌ لقي‌ ألقي‌ ‌في‌ صفصف‌        تصهره‌ الشمس‌ فما ينصهر[1]

يعني‌ ولدها، و تروي‌ معناه‌ ‌أن‌ تحمل‌ ‌له‌ الماء ‌في‌ حوصلتها، فتصير ‌له‌ راوية كالبعير ‌ألذي‌ يحمل‌ ‌عليه‌ الماء، يقال‌: رويت‌ للقوم‌ ‌إذا‌ حملت‌ ‌لهم‌ الماء. و اللقي‌ ‌کل‌ شي‌ء ملقي‌ ‌من‌ حيوان‌ ‌او‌ غيره‌، و ‌قال‌ الآخر:

شك‌ السفافيد الشواء المصطهر

و ‌قوله‌ ‌تعالي‌ «وَ لَهُم‌ مَقامِع‌ُ مِن‌ حَدِيدٍ» فالمقامع‌ جمع‌ مقمعة، و ‌هي‌ مدقة الرأس‌.

و مثله‌ المنقفة، قمعه‌ قمعاً ‌إذا‌ ردعه‌ ‌عن‌ الأمر. فالزبانية بأيديهم‌ عمد ‌من‌ حديد يضربون‌ بها رؤسهم‌ ‌إذا‌ أرادوا الخروج‌ ‌من‌ النار ‌من‌ الغم‌ ‌ألذي‌ يلحقهم‌، و العذاب‌ ‌ألذي‌ ينالهم‌ ردوا بتلك‌ المقاطع‌ ‌فيها‌ و أعيدوا ‌الي‌ حالتهم‌ ‌الّتي‌ كانوا ‌فيها‌ ‌من‌ العقاب‌. و ‌قيل‌: يرفعهم‌ زفيرها ‌حتي‌ ‌إذا‌ كادوا ‌أن‌ يخرجوا منها ضربوا بالمقامع‌، ‌حتي‌ يهووا ‌فيها‌. و ‌قيل‌: ‌لهم‌ ذوقوا عذاب‌ الحريق‌، فالذوق‌ طلب‌ ادراك‌ الطعم‌، فهو أشد لاحساسه‌ عند تفقده‌ و طلب‌ ادراك‌ طعمه‌. فأهل‌ النار يجدون‌ ألمها وجدان‌ الطالب‌ لادراك‌ الشي‌ء، و الحريق‌ الغليظ ‌من‌ النار المنتشر العظيم‌ الإهلاك‌. و ‌قيل‌: ‌هو‌ بمعني‌ محرق‌ كأليم‌ بمعني‌ مؤلم‌، فهؤلاء أحد الخمصين‌. و الآخرون‌ ‌هم‌ المؤمنون‌ ‌الّذين‌ وصفهم‌ ‌في‌ ‌الآية‌ بعدها.


[1] تفسير القرطبي‌ 12/ 27 و الطبري‌ 17/ 92 و للسان‌ (صهر) نسبه‌ لابن‌ أحمر
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 7  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست