شيئاً عظيما، و من قال: المعدوم شيء قال: أراد و لم يكن شيئاً موجوداً. و لم يكن قول زكريا «أَنّي يَكُونُ لِي وَلَدٌ» علي وجه الإنكار بل کان ذلک علي وجه التعجب من عظم قدرة اللّه. و قيل: انه قال ذلک مستخبراً، و تقديره أ بتلك الحال أو بقلبه الي حال الشباب، ذكره الحسن، فقال زكريا عند ذلک يا «رَبِّ اجعَل لِي آيَةً» أي دلالة و علامة استدل بها علي وقت كونه، فقال اللّه تعالي له «آيَتُكَ» أي علامتك علي ذلک «أَلّا تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا» فقال إبن عباس اعتقل لسانه من غير مرض ثلاثة ايام. و قال قتادة و السدي و إبن زيد اعتقل لسانه من غير خرس. و في زكريا ثلاث لغات (زكرياء) ممدود (و زكريا) مقصور و (زكري) مشدد. [و قرئ بالمقصور و المدور دون اللغة الثالثة][1].
فَخَرَجَ عَلي قَومِهِ مِنَ المِحرابِ فَأَوحي إِلَيهِم أَن سَبِّحُوا بُكرَةً وَ عَشِيًّا (11) يا يَحيي خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيًّا (12) وَ حَناناً مِن لَدُنّا وَ زَكاةً وَ كانَ تَقِيًّا (13) وَ بَرًّا بِوالِدَيهِ وَ لَم يَكُن جَبّاراً عَصِيًّا (14) وَ سَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَ يَومَ يَمُوتُ وَ يَومَ يُبعَثُ حَيًّا (15)
خمس آيات بلا خلاف.
حكي اللّه تعالي ان زكريا «فَخَرَجَ عَلي قَومِهِ مِنَ المِحرابِ» و هو الموضع ألذي يتوجه اليه للصلاة. و قال إبن زيد محرابه مصلاه. و الأصل فيه مجلس الاشراف ألذي