إنعامه‌، و ‌هي‌ صفة مبالغة ‌في‌ الحمد، و ‌قد‌ ‌يکون‌ كفر النعمة بأن‌ يشبه‌ ‌الله‌ بخلقه‌ ‌أو‌ يجوّر ‌في‌ حكمه‌، ‌أو‌ يردّ ‌علي‌ نبي‌ ‌من‌ أنبيائه‌، ‌أو‌ ‌کان‌ بمنزلة واحد منها ‌في‌ عظم‌ الفاحشة، لان‌ ‌الله‌ ‌تعالي‌ منعم‌ بجميع‌ ‌ذلک‌ ‌من‌ حيث‌ أقام‌ الادلة الواضحة ‌علي‌ صحة جميع‌ ‌ذلک‌ و غرضه‌ بالنظر ‌في‌ جميعها الثواب‌ الجزيل‌، فلذلك‌ ‌کان‌ منعماً بها ‌إن‌ شاء.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ إبراهيم‌ (14): الآيات‌ 9 ‌الي‌ 10]

أَ لَم‌ يَأتِكُم‌ نَبَؤُا الَّذِين‌َ مِن‌ قَبلِكُم‌ قَوم‌ِ نُوح‌ٍ وَ عادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِين‌َ مِن‌ بَعدِهِم‌ لا يَعلَمُهُم‌ إِلاَّ اللّه‌ُ جاءَتهُم‌ رُسُلُهُم‌ بِالبَيِّنات‌ِ فَرَدُّوا أَيدِيَهُم‌ فِي‌ أَفواهِهِم‌ وَ قالُوا إِنّا كَفَرنا بِما أُرسِلتُم‌ بِه‌ِ وَ إِنّا لَفِي‌ شَك‌ٍّ مِمّا تَدعُونَنا إِلَيه‌ِ مُرِيب‌ٍ (9) قالَت‌ رُسُلُهُم‌ أَ فِي‌ اللّه‌ِ شَك‌ٌّ فاطِرِ السَّماوات‌ِ وَ الأَرض‌ِ يَدعُوكُم‌ لِيَغفِرَ لَكُم‌ مِن‌ ذُنُوبِكُم‌ وَ يُؤَخِّرَكُم‌ إِلي‌ أَجَل‌ٍ مُسَمًّي‌ قالُوا إِن‌ أَنتُم‌ إِلاّ بَشَرٌ مِثلُنا تُرِيدُون‌َ أَن‌ تَصُدُّونا عَمّا كان‌َ يَعبُدُ آباؤُنا فَأتُونا بِسُلطان‌ٍ مُبِين‌ٍ (10)

آيتان‌ ‌في‌ الكوفي‌ و ثلاث‌ آيات‌ ‌في‌ المدنيين‌ و البصري‌ تمام‌ الأولي‌ ‌قوله‌ «و ثمود».

‌قيل‌ فيمن‌ يتوجه‌ الخطاب‌ اليه‌ ‌في‌ ‌قوله‌ «أَ لَم‌ يَأتِكُم‌ نَبَؤُا» قولان‌:

أحدهما‌-‌ ‌قال‌ الجبائي‌: إنه‌ متوجه‌ ‌الي‌ أمة النبي‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ ذكروا بأخبار ‌من‌ تقدم‌ و ‌ما جري‌ ‌من‌ قصصهم‌.

و الثاني‌-‌ ‌قال‌ قوم‌: إنه‌ ‌من‌ قول‌ موسي‌ (ع‌) لأنه‌ متصل‌ ‌به‌ ‌في‌ ‌الآية‌ المتقدمة يقول‌ اللّه‌ ‌لهم‌ «الم‌ يأتكم‌» اي‌ اما جاءكم‌ اخبار ‌من‌ تقدمكم‌. و النبأ الخبر عما يعظم‌