و الشكور الكثير الشكر. و الشكر ‌هو‌ الاعتراف‌ بالنعمة ‌مع‌ ضرب‌ ‌من‌ التعظيم‌، و ضدّه‌ الكفر. (و ‌ان‌) ‌في‌ ‌قوله‌ «‌أن‌ اخرج‌» يحتمل‌ ‌ان‌ تكون‌ بمعني‌ (‌ أي ‌) ‌علي‌ وجه‌ التفسير، و يجوز ‌ان‌ تكون‌ ‌الّتي‌ تتعلق‌ بالافعال‌ و المعني‌ قلنا ‌له‌:

اخرج‌ قومك‌. و ‌قال‌ سيبويه‌ يقول‌ العرب‌: كتبت‌ اليه‌ ‌أن‌ قم‌، و أمرته‌ ‌أن‌ قم‌، و ‌ان‌ شئت‌ كانت‌ (‌أن‌) ‌الّتي‌ وُصلت‌ بالأمر. و التأويل‌ ‌علي‌ الخبر. و المعني‌ كتبت‌ اليه‌ ‌ان‌ يقوم‌ و أمرته‌ ‌أن‌ يقوم‌ إِلّا انها وُصلت‌ بلفظ الامر المخاطب‌، و المعني‌ معني‌ الخبر، ‌کما‌ تقول‌ أنت‌ ‌ألذي‌ فعلت‌. و المعني‌ انت‌ ‌ألذي‌ فعل‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ إبراهيم‌ (14): آية 6]

وَ إِذ قال‌َ مُوسي‌ لِقَومِه‌ِ اذكُرُوا نِعمَةَ اللّه‌ِ عَلَيكُم‌ إِذ أَنجاكُم‌ مِن‌ آل‌ِ فِرعَون‌َ يَسُومُونَكُم‌ سُوءَ العَذاب‌ِ وَ يُذَبِّحُون‌َ أَبناءَكُم‌ وَ يَستَحيُون‌َ نِساءَكُم‌ وَ فِي‌ ذلِكُم‌ بَلاءٌ مِن‌ رَبِّكُم‌ عَظِيم‌ٌ (6)

آية بلا خلاف‌.

التقدير و اذكر ‌ يا ‌ ‌محمّد‌ «إِذ قال‌َ مُوسي‌ لِقَومِه‌ِ اذكُرُوا نِعمَةَ اللّه‌ِ عَلَيكُم‌» ‌في‌ الوقت‌ ‌ألذي‌ أنجاكم‌ «مِن‌ آل‌ِ فِرعَون‌َ. يَسُومُونَكُم‌ سُوءَ العَذاب‌ِ» جملة ‌في‌ موضع‌ الحال‌. و «يُذَبِّحُون‌َ أَبناءَكُم‌ وَ يَستَحيُون‌َ نِساءَكُم‌ وَ فِي‌ ذلِكُم‌ بَلاءٌ مِن‌ رَبِّكُم‌ عَظِيم‌ٌ» و ‌قد‌ فسرناه‌ أجمع‌ ‌في‌ ‌سورة‌ البقرة[1] ‌فلا‌ نطول‌ بإعادته‌. و دخلت‌ الواو‌-‌ هاهنا‌-‌ ‌في‌ ‌قوله‌ «وَ يُذَبِّحُون‌َ أَبناءَكُم‌» و ‌في‌ البقرة بلا واو. و ‌قال‌ الفراء: معني‌ الواو ‌أنه‌ ‌کان‌ يمسهم‌ ‌من‌ العذاب‌ ‌غير‌ التذبيح‌، كأنه‌ ‌قال‌ يعذبونكم‌ بغير الذبح‌. و الذبح‌ ‌إذا‌ أطلق‌ ‌کان‌ تفسيراً لصفات‌ العذاب‌.