نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 101
- بفتح الحاء- سمي به، لأنه مما يحب، و الحب- بكسر الحاء- المفرط لما فيه من الحب، و الأحباب ان يبرك البعير فلا يثور، لأنه يحب البروك و المحبة، علي ضربين:
أحدهما- المحبة الّتي هي ميل الطباع.
و الثاني- ارادة المنافع.
و الفرق بين المحبة و الشهوة أن الإنسان يحب الولد، و لا يشتهيه بأن يميل طبعه اليه و يرق عليه و يريد له الخير. و الشهوة منازعة النفس الي ما فيه اللذة.
و العصبة الجماعة الّتي يتعصب بعضها لبعض، و قولهم «وَ نَحنُ عُصبَةٌ» أي جماعة يعين بعضها البعض، و كانوا عشرة. و العصبة يقع علي الجماعة من عشرة إلي خمسة عشر، و لا واحد له من لفظه، كالرهط و القوم و النفر.
و قوله «إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ» معناه الاخبار عن قولهم ان أبانا في ذهاب عن طريق الحق و الصواب ألذي فيه التعديل بيننا في المحبة. و قيل: انهم أرادوا انه غلط في تدبير أمر الدنيا إذ كانوا انفع له من يوسف و أخيه من أمه و أبيه إذ كانوا يقومون بأمواله و مواشيه، و لم يريدوا الضلال في الدين، لأنهم لو أرادوا ذلک، لكانوا كفاراً، و ذلک خلاف الإجماع.
و اكثر المفسرين علي ان اخوة يوسف كانوا أنبياء، و قال قوم: لم يكونوا كذلك، و هو مذهبنا، لأن الأنبياء لا يجوز ان تقع منهم القبائح، و خاصة ما فعلوه مع أَخيهم يوسف من طرحه في الجب، و بيعهم إِياه بالثمن البخس، و ادخالهم الغم به علي أبيهم يعقوب، و کل ذلک يبين أنهم لم يكونوا أنبياء. و قال البلخي:
ذهب قوم الي أنهم لم يكونوا في تلك الحال بلغوا الحلم، و قد يقع مثل ذلک ممن قارب البلوغ، و ان لم يبلغ، و يعاتب عليه و يذم، و يضرب علي فعله.
و من قال: كانوا بالغين غير انهم لم يكونوا أنبياء استدل علي بلوغهم بقوله «وَ تَكُونُوا مِن بَعدِهِ قَوماً صالِحِينَ»، و قولهم «يا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنُوبَنا» و قال الأنبياء الأسباط من بني يعقوب غير هؤلاء.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 101