نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 43
يعني شد او شديداً باقياً لا ينقطع. و المتن أصله اللحم الغليظ ألذي عن جانب الصلب و هما متنان. و الكيد و المكر واحد، و هو الميل الي الشرّ في خفي، كاد يكيد كيداً و مكيدة، و فلان يكيد بنفسه.
و (أملي) بمعني أؤخر من الملي- ثقيلة الياء- يقال مضي عليه ملي من الدهر و ملاؤ من الدهر- بفتح الميم و ضمها و كسرها- أي قطعة منه. و وجه الحكمة في أخذهم من حيث لا يعلمون أنه لو أعلمهم وقت ما يأخذهم و عرفهم ذلک لأمنوه قبل ذلک و كانوا مغريين بالقبيح قبله تعويلا علي التوبة فيما بعد و ذلک لا يجوز عليه تعالي.
و الاستدراج علي ضربين:
أحدهما- ان يکون الرجل يعادي غيره فيطلب له المكايدة و الختل من وجه يغتره به و يخدعه و يدس اليه من يوقعه في ورطة حتي يشفي صدره و لا يبالي كيف کان ذلک، فهذا سفيه غير حكيم.
و الآخر- أن يحلم فيه و يتأني و يترك العجلة في عقوبته الّتي يستحقها علي معاصيه كيداً و مكراً و استدراجاً. ألا تري لو ان إنساناً عادي غيره فجعل يشتمه و يعيبه و ذاك يعرض عنه و لا يكافيه مع قدرته علي مكافاته جاز أن يسمي كيداً و استدراجاً و مكراً و حيلة، و لجاز ان يقال: فلان متين الكيد شديد الاستدراج، بعيد الغور محكم التدبير.
و قيل في معني «سَنَستَدرِجُهُم» سنأخذهم قليلا قليلا و لا نباغتهم، يقال:
امتنع فلان علي فلان و اتي عليه حتي استدرجه اي خدعه حتي حمله علي ان درج اليه درجاناً أي أخذ في الحركة نحوه کما يدرج الصبي أول ما يمشي، و يقال: