اي باللبن. و قد يستعمل ذلک في الجمع من غير امتزاج كقولهم: خلطت الدراهم و الدنانير. و قال قوم: هو يجري مجري قولهم: استوي الماء و الخشبة اي مع الخشبة. و قال اهل اللغة: خلط في الخير مخففاً و خلط في الشر مشدداً. و قوله «إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» تعليل لقبول التوبة من العصاة لأنه غفور رحيم.
خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَ تُزَكِّيهِم بِها وَ صَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)
قرأ اهل الكوفة الا أبا بكر «إن صلاتك» علي التوحيد و نصب التاء. الباقون علي الجمع و كسر التاء، لأنه جمع السلامة. فمن قرأ علي التوحيد فلأنه مصدر يقع علي القليل و الكثير، فلا يحتاج الي جمعه. و مثله «لَصَوتُ الحَمِيرِ»[1] و مما ورد في القرآن بلفظ التوحيد و المراد به الجمع قوله «وَ ما كانَ صَلاتُهُم عِندَ البَيتِ إِلّا مُكاءً»[2] و قوله «أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ»[3] و من جمع فلاختلاف الصلاة، کما ان قوله «إِنَّ أَنكَرَ الأَصواتِ»[4] جمع لاختلاف ضروبه و الصلاة في اللغة الدعاء قال الأعشي في الخمر:
و قابلها الريح في دنها و صلي علي دنها و ارتسم[5]
و معني «صَلِّ عَلَيهِم» ادع لهم، فان دعاءك سكن لهم بمعني تسكن اليه