روي عن إبن عباس أنه قال: نزلت هذه الآية في عشرة أنفس تخلفوا عن غزوة تبوك فيهم أبو لبابة، فربط سبعة منهم أنفسهم الي سواري المسجد الي أن قبلت توبتهم. و قيل: كانوا سبعة منهم ابو لبابة. و
قال ابو جعفر عليه السلام: نزلت في أبي لبابة، و لم يذكر غيره
، و کان سبب نزولها فيه ما جري منه في غزوة بني قريظة و به قال مجاهد. و قال الزهري: نزلت في أبي لبابة خاصة حين تأخر عن تبوك.
و اكثر المفسرين ذكروا أن أبا لبابة کان من جملة المتأخرين عن تبوك. و روي عن إبن عباس أنها نزلت في قوم من الأعراب. و قيل: نزلت في خمسة عشر نفساً ممن تأخر عن تبوك.
هذه الآية عطف علي قوله «وَ مِن أَهلِ المَدِينَةِ» أي و منهم «آخَرُونَ اعتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم» أي أقروا بها مع معرفتهم بها فان الاعتراف هو الإقرار بالشيء عن معرفة، و الإقرار مشتق من قرّ الشيء إذا ثبت. و الاعتراف من المعرفة. و قوله «خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً» معناه انهم يفعلون افعالا جميلة، و يفعلون افعالا سيئة قبيحة، فيجتمعان، و ذلک يدل علي بطلان القول بالإحباط، لأنه لو کان صحيحاً لكان أحدهما إذا طرأ علي الآخر أحبطه، فلا يجتمعان، فكيف يکون خلطاً.
و قوله «عَسَي اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيهِم» قال الحسن و كثير من المفسرين: إن (عسي) من اللّه واجبة. و قال قوم: انما قال (عسي) حتي يكونوا علي طمع و اشفاق فيكون ذلک أبعد من الاتكال علي العفو و إهمال التوبة، و التقدير في قوله «خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً» اي بآخر سيء و مثله قولك: خلطت الماء و اللبن
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 290