نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 289
أَهلِ المَدِينَةِ» أيضاً منافقون، و انما حذف لدلالة الأول عليه «مَرَدُوا عَلَي النِّفاقِ» يقال: مرد علي الشيء يمرد مروداً فهو مارد و مريد إذا عتا و طغي و أعيا خبثاً، و منه (شيطان مارد، و مريد). و قال إبن زيد: معناه أقاموا عليه لم يتوبوا کما تاب غيرهم. و قال إبن إسحاق: معناه لجوا فيه و أبوا غيره. و قال الفراء: معناه مرنوا عليه و تجرّءوا عليه. و قال الزجاج: فيه تقديم و تأخير و التقدير و ممن حولكم من الاعراب منافقون مردوا علي النفاق و من اهل المدينة ايضاً مثل ذلک. و أصل المرود الملاسة. و منه قوله «صَرحٌ مُمَرَّدٌ مِن قَوارِيرَ»[1] اي مملس و منه الأمرد ألذي لا شعر علي وجهه، و المرودة و المرداء الرملة الّتي لا تنبت شيئاً، و التمراد بيت صغير يتخذ للحمام مملس بالطين، و المرداء الصخرة الملساء. «لا تَعلَمُهُم» معناه لا تعرفهم يا محمّد «نَحنُ نَعلَمُهُم» اي نعرفهم.
و قوله: «سَنُعَذِّبُهُم مَرَّتَينِ» قيل في معناه أقوال:
أحدها- قال الحسن و قتادة و الجبائي: يعني في الدنيا و في القبر. و قال إبن عباس: نعذبهم في الدنيا بالفضيحة لأن النبي صلي الله عليه و آله ذكر رجالا منهم و أخرجهم من المسجد يوم الجمعة في خطبته قال: اخرجوا فإنكم منافقون، و الاخري في القبر.
و قال مجاهد: يعني في الدنيا بالقتل و السبي و الجوع. و في رواية اخري عن إبن عباس: أن إحداهما اقامة الحدود عليهم، و الاخري عذاب القبر. و قال الحسن:
إحداهما أخذ الزكاة منهم: و الاخري عذاب القبر، و قال إبن إسحاق: إحداهما غيظهم من اهل الإسلام، و الاخري عذاب القبر. و کل ذلک محتمل غير أنا نعلم ان المرتين معاً قبل ان يردوا الي عذاب النار يوم القيامة. و قوله «ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلي عَذابٍ عَظِيمٍ» معناه ثم يرجعون يوم القيامة الي عذاب عظيم مؤبد في النار. و
روي أن الآية نزلت في عيينة بن حصين و أصحابه.