يعجبني و ان يدك تريبني فقال زيد: إنها الشمال، فقال: و اللّه ما أدري اليمين يقطعون أو الشمال، فقال زيد: صدق اللّه، و قرأ «الأَعرابُ أَشَدُّ كُفراً» الآية.
و قوله «وَ أَجدَرُ» معناه أخلق و أولي و أقرب الي «أَلّا يَعلَمُوا حُدُودَ ما أَنزَلَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ» من الشرائع و الأحكام. و موضع (أن) نصب لأن تقديره أجدر بأن، فحذف الباء فانتصب، و تقديره أجدر بترك العلم غير أن الباء لا تحذف مع المصدر الصريح، و إنما تحذف مع (أن) للزوم العلم بها و حملها علي التأويل.
و (أجدر) مأخوذ من جدر الحائط. و قوله «وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» معناه عالم بأحوالهم و بواطنهم حكيم فيما يحكم به عليهم من الكفر و غير ذلک من أفعاله.
وَ مِنَ الأَعرابِ مَن يَتَّخِذُ ما يُنفِقُ مَغرَماً وَ يَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيهِم دائِرَةُ السَّوءِ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98)
قرأ إبن كثير و ابو عمرو «دائرة السوء» بضم السين. الباقون بفتح السين.
من فتح أراد المصدر، و إنما أضاف الدائرة الي السوء تأكيداً کما يقال: عيني رأسه و شمس النهار، تقول: سؤته أسوءه سوءاً و مساءة و مسائية، و قوله «ما كانَ أَبُوكِ امرَأَ سَوءٍ»[1] لا يجوز فيه غير فتح السين، و كذلك في قوله «وَ ظَنَنتُم ظَنَّ السَّوءِ»[2] لأن الضم بمعني الاسم، و تقديره عليهم دائرة العذاب و البلاء.
أخبر اللّه تعالي ان من جملة هؤلاء المنافقين من الأعراب من يتخذ ما ينفقه في الجهاد و غيره من طرق الخير «مَغرَماً» اي غرماً من قولهم: غرمته غرماً و غرامة.
و الغرم لزوم نائبة في المال من غير جناية، و منه قوله «مِن مَغرَمٍ مُثقَلُونَ»[3]