بإمساك السبت و التفرغ فيه للعبادة و أن لا يتشاغلوا بشيء من أمر الدنيا فيه فتهاون قوم ممن کان يسكن هذه القرية و هي (ايلة) في قول قوم من المفسرين. و قال قوم هي مدين، و رويا جميعاً عن إبن عباس. و لم يقوموا بما وجب عليهم فشدد اللّه علي من أخذوه. قال الحسن: كانت تشرع علي أبوابهم كأنها الكباش البيض فيعدون فيأخذونها و تبعد عنهم في باقي الأيام و أمرهم ان لا يصطادوا يوم السبت فكان ذلک تشديداً للتكليف و تغليظاً للمحنة و البلوي، و کان ذلک عقوبة علي تهاونهم بما أوجب اللّه عليهم فخالفوا فأرسلوا الشباك يوم السبت و أخرجوها يوم الأحد.
وَ إِذ قالَت أُمَّةٌ مِنهُم لِمَ تَعِظُونَ قَوماً اللّهُ مُهلِكُهُم أَو مُعَذِّبُهُم عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعذِرَةً إِلي رَبِّكُم وَ لَعَلَّهُم يَتَّقُونَ (164)
آية بلا خلاف.
قرأ حفص وحده عن عاصم «معذرة» بالنصب. الباقون بالرفع.
من رفع فعلي تقدير موعظتنا معذرة الي ربكم. و من نصب فعلي المصدر، کما يقول القائل لغيره: معذرة الي اللّه و اليك من كذا علي النصب.
و المعني قالوا نعتذر معذرة و اعذاراً.
قال ابو زيد عذرته اعذره عذراً و معذرة و عذري. و التقدير و اذكر إذ قالت أمة منهم لطائفة منهم لم تعظون قوماً علمتم انهم هالكون في الدنيا و يعذبهم اللّه عذاباً شديداً في الآخرة، فقالوا في جوابهم وعظناهم إعذاراً الي اللّه اي نعظهم اعتذاراً الي ربكم لئلا يقول لنا لم لم تعظوهم و لعلهم ايضاً بالوعظ يتقون و يرجعون.
و في ذلک دليل علي انه يجب النهي عن القبيح و إن علم الناهي ان المنهي لا ينزجر و لا يقبل، و ان ذلک هو الحكمة و الصواب ألذي لا يجوز غيره.