نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 112
و الحجارة واحد الأحجار، و هو ما صلب من الأجسام، يقال استحجر الطين إذا صلب، فصار كالحجر. و اكثر ما يقال حجر للمدر، و مع ذلک فالياقوت حجر و لذلك يقال الياقوت أفضل الحجارة، و لا يقال الياقوت أفضل الزجاج، لأنه ليس من الزجاج و کل شيء من العذاب يقال أمطرت و من الرحمة يقال مطرت.
و قوله «هو» يجعل عماداً في ظننت و أخواتها. و يسميه البصريون صلة زائدة و توكيداً كزيادة (ما) و لا يزاد إلا في کل فعل لا يستغني عن خبره، و في لغة تميم يرفع ذلک كله، فيقولون «إِن كانَ هذا هُوَ الحَقَّ» و كذلك قوله «وَ لكِن كانُوا هُمُ الظّالِمِينَ»[1] و «تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ هُوَ خَيراً وَ أَعظَمَ أَجراً»[2] کل ذلک يرفعونه. و علي الاول ينصب ما بعدها و مثله قوله «وَ يَرَي الَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ» إلي قوله «هُوَ الحَقَّ»[3].
قوله تعالي: [سورة الأنفال (8): آية 33]
وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُم وَ هُم يَستَغفِرُونَ (33)
اخبر اللّه تعالي نبيه صلي الله عليه و آله علي وجه الامتنان عليه و اعلامه منزلته عنده انه لا يعذب احداً من هؤلاء الكفار بهذا العذاب ألذي اقترحوه علي وجه الفساد للحق «و انت» يا محمّد «فيهم» موجود.
و التعذيب تجديد الآلام حالا بعد حال، لأن أصله الاستمرار، فالعذب من استمرار الشيء لما فيه من الملاذ. و العذاب من استمراره لما فيه من الآلام و اللام في قوله «لِيُعَذِّبَهُم» لام الجحد. و أصلها لام الاضافة. و إنما دخلت في النفي