آية بلا خلاف.
تقديره و اذكر يا محمّد إذ قال هؤلاء الكفار «إِن كانَ هذا» القرآن «هُوَ الحَقَّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ» شديد مؤلم.
قال سعيد إبن جبير، و مجاهد: کان الطالب لذلك النضر بن الحارث بن كلدة لأنه کان سمع سجع اهل الحيرة و كلام الرهبان، فقتله النبي صلي الله عليه و آله يوم بدر صبراً فقال: يا رسول اللّه من للصبية! قال النار.
و قيل عقبة بن أبي معيط، و المطعم بن عدي، قتل هؤلاء الثلاثة صبراً من جملة من أسر، و في النضر نزل قوله «سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلكافِرينَ»[1] يعني ما سأله هاهنا. و هذا القول من قائله يجوز أن يکون عناداً، فان المعاند قد تحمله شدة عداوته للحق علي اظهار مثل هذا القول. ليوهم انه علي بصيرة في أمره. و يجوز أن يکون ذلک لشبهة تمكنت في نفوسهم.
و قال الجبائي: ذلک دليل علي اعتقادهم خلاف الحق ألذي اتي به النبي صلي الله عليه و آله و هو حجة اهل المعارف، لأنهم لو عرفوا بطلان ما هم عليه، لما قالوا مثل هذا القول.
فان قالوا كيف طلبوا بالحق من اللّه العذاب و انما يطلب به الخير و الثواب!.
قلنا: لأنهم قالوا ذلک علي أنه ليس بحق من اللّه عندهم. و إذا لم يكن حقاً من اللّه لم يصبهم البلاء ألذي طلبوه.
فان قيل لم قالوا «فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ» و الأمطار لا يکون إلا من السماء! قلنا عنه جوابان:
أحدهما- أن امطار الحجارة يمكن ان يکون من عل دون السماء.
و الثاني- ان يکون علي جهة البيان ب (من).