responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 196

بالهدي‌ و الرشاد، و زادهم‌ هدي‌ حين‌ اهتدوا. و المراد ‌به‌ الأنبياء ‌الّذين‌ تقدم‌ ذكرهم‌ الثمانية عشر. و أمر النبي‌ (ص‌) بأن‌ يسلك‌ سبيلهم‌ و يأخذ بهداهم‌ ‌في‌ تبليغ‌ الرسالة و الصبر ‌علي‌ المحن‌ و ‌ان‌ يقول‌ لقومه‌ «لا أَسئَلُكُم‌ عَلَيه‌ِ أَجراً» يعني‌ ‌علي‌ الأداء و الإبلاغ‌، و لكنه‌ يذكر ‌به‌ العالمين‌ و ينبههم‌ ‌علي‌ ‌ما يلزمهم‌ ‌من‌ عبادة اللّه‌ و القيام‌ بشكره‌.

و ‌قوله‌ (فَبِهُداهُم‌ُ اقتَدِه‌) قرأ حمزة و الكسائي‌ و خلف‌ و يعقوب‌ و الكسائي‌ ‌عن‌ أبي بكر بحذف‌ الهاء ‌في‌ الوصل‌ و إثباتها ‌في‌ الوقف‌. الباقون‌ بإثباتها ‌في‌ الوصل‌ و الوقف‌ و سكونها، ‌إلا‌ ‌إبن‌ ذكوان‌ فانه‌ كسرها، و وصلها بياء ‌في‌ اللفظ و ‌إلا‌ هشاما فانه‌ كسرها ‌من‌ ‌غير‌ صلة بتاء، و ‌لا‌ خلاف‌ ‌في‌ الوقف‌ انها بالهاء ساكنة.

‌قال‌ ابو علي‌ الفارسي‌ الوجه‌ الوقف‌ بالهاء لاجتماع‌ الكثرة، و الجمهور ‌علي‌ إثباته‌، و ‌لا‌ ينبغي‌ ‌أن‌ يوصل‌ و الهاء ثابتة، لان‌ ‌هذه‌ الهاء ‌في‌ السكت‌ بمنزلة همزة الوصل‌ ‌في‌ الابتداء ‌في‌ ‌أن‌ الهاء للوقف‌ ‌کما‌ ‌أن‌ همزة الوصل‌ للابتداء بالساكن‌، فكما ‌لا‌ تثبت‌ الهمزة ‌في‌ الوصل‌ كذلك‌ ينبغي‌ ‌أن‌ ‌لا‌ تثبت‌ الهاء.

‌قال‌ ابو علي‌ و قراءة ‌إبن‌ عامر بكسر الهاء و إشمام‌ الهاء الكسرة ‌من‌ ‌غير‌ بلوغ‌ ياء ليس‌ بغلط، و وجهها ‌أن‌ يجعل‌ الهاء كناية ‌عن‌ المصدر ‌لا‌ ‌الّتي‌ تلحق‌ للوقف‌.

و حسن‌ إضماره‌ لذكر الفعل‌ الدال‌ ‌عليه‌، و مثل‌ ‌ذلک‌ قول‌ الشاعر:

فجال‌ ‌علي‌ وحشية و تخاله‌        ‌علي‌ ظهره‌ سبأ حديداً يمانيا

كأنه‌ ‌قال‌ تخال‌ خيلا ‌علي‌ ظهره‌ سبأ حديدا، و مثل‌ ‌ذلک‌ قول‌ الشاعر:

‌هذا‌ سراقة للقرآن‌ يدرسه‌        و المرؤ عند الرشا ‌أن‌ يلقها ذئب‌[1]

فالهاء كناية ‌عن‌ المصدر، و يدل‌ يدرسه‌ ‌علي‌ الدروس‌، و ‌لا‌ يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ ضمير القرآن‌، لان‌ الفعل‌ ‌قد‌ تعدي‌ اليه‌ باللام‌، ‌فلا‌ يجوز ‌أن‌ يتعدي‌ اليه‌ و ‌الي‌ ضميره‌ ‌کما‌ أنك‌ ‌إذا‌ قلت‌ أ زيداً ضربته‌ ‌لم‌ ينصب‌ زيدا بضربت‌ لتعديه‌


[1] اللسان‌ «سرق‌»
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست