«تَسائَلُونَ بِهِ» بالتخفيف فوجهه ان أصله تتساءلون، فحذف احدي التاءين و هي الاصلية، لأن الاخري للمضارعة، و انما حذفوها لاستثقالهم إياها في اللفظ فحذفت لأن الكلام غير ملتبس. و من شدد أدغم احدي التاءين في السين، لقرب مكان هذه من هذه.
و معني «تَسائَلُونَ بِهِ» تطلبون حقوقكم به «و الأرحام» القراءة المختارة عند النحويين النصب في الأرحام علي تقدير: و اتقوا الأرحام. و تكون[1] معطوفة علي موضع «به» ذكره أبو علي الفارسي، فأما الخفض فلا يجوز عندهم إلا في ضرورة الشعر کما قال الشاعر أنشده سيبويه:
فاليوم قربت تهجونا و تشتمنا فاذهب فما بك و الأيام من عجب
فجروا الأيام عطفاً علي موضع الكاف في «بك» و قال آخر:
نعلق في مثل السواري سيوفنا و ما بينها و الكعب غوط نفانف[2]
فعطف الكعب علي الهاء و الالف في (بينها) و هو ظاهر علي مكني و قال آخر:
و ان اللّه يعلمني و وهباً و انا سوف نلقاه سِوانا
فعطف وهباً علي الياء في يعلمني، و مثل ذلک لا يجوز في القرآن و الكلام.
قال المازني: لأن الثاني في العطف شريك للأول، فان کان الأول يصلح أن يکون شريكا للثاني جاز و إن لم يصلح أن يکون الثاني شريكا له لم يجز، قال: فكم الا تقول:
مررت بزيد و ذاك[3] لا تقول مررت بك و زيد. و قال أبو علي الفارسي: لأن المخفوض حرف متصل غير منفصل فكأنه كالتنوين في الاسم فقبح أن يعطف باسم