نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 99
يقوم بنفسه علي اسم لا يقوم بنفسه. و يفسد من جهة المعني من حيث ان اليمين بالرحم لا يجوز،
لأن النبي (ص) قال: (لا تحلفوا بآبائكم)
فكيف تساءلون به و بالرحم علي هذا و قال إسماعيل بن إسحاق:
الحلف بغير اللّه أمر عظيم، و ان ذلک خاص اللّه تعالي، و هو المروي في أخبارنا .
و قال ابراهيم النخعي و غيره: انه من قولهم: نشدتك باللّه و بالرحم. و قال إبن عباس، و السدي، و عكرمة، و الحسن، و الربيع، و الضحاك، و إبن جريج، و إبن زيد، و قتادة: المعني و الأرحام فصلوها.
و هذه الآية خطاب لجميع المكلفين من البشر.
و قوله: (و اتقوا ربكم) فيه وعظ بان يتقي عصيانه بترك[1] ما أمر به و ارتكاب ما نهي عنه. و حذر من قطع الأرحام لما أراد من الوصية بالأولاد و النساء و الضعفاء، فأعلمهم انهم جميعاً من نفس واحدة، فيكون ذلک داعياً لهم إلي لزوم أمره و حدوده في ورثتهم و من يخلفون بعدهم، و في النساء، و الأيتام عطفاً لهم عليهم. ثم اخبر تعالي انه خلق الخلق من نفس واحدة فقال: «الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ» و المراد بالنفس هاهنا آدم عند جميع المفسرين: السدي و قتادة و مجاهد و غيرهم. و قوله: (وَ خَلَقَ مِنها زَوجَها) يعني حوّاء. روي انها خلقت من ضلع من أضلاع آدم، ذهب إليه أكثر المفسرين.
و قال أبو جعفر (ع): خلقها من فضل الطينة الّتي خلق منها آدم
، و لفظ النفس مؤنث بالصيغة، و معناه التذكير هاهنا، و لو قيل نفس واحد لجاز.
و منه قوله: «كَالفَراشِ المَبثُوثِ»[2] و ذلک يدل علي بث. و بعض العرب يقول أبث اللّه الخلق، و يقال بثثتك سري، و أبثثتك سري لغتان.
و قوله: (إِنَّ اللّهَ كانَ عَلَيكُم رَقِيباً) أي حافظاً تقول رقب يرقب رقاباً و انما