نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 69
- آية واحدة-.
القراءة، و الحجة:
قرأ إبن عامر وحده و بالزبر و كذلك هو في مصاحف أهل الشام. الباقون بحذف الباء، فمن حذف فلأن واو العطف أغنت عن تكرار العامل و من أثبتها فإنما كرر العامل تأكيداً، و كلاهما جيدان.
اللغة، و المعني:
و هذه الآية فيها تسلية للنبي (ص) عما کان يصيبه من الأذي من اليهود و أهل الشرك بتكذيبهم إياه بأن قال فقد كذب أسلافهم من رسل اللّه من جاءهم بالبينات و الحجج القاطعة، و الأدلة الواضحة. و الزبر جمع زبور و هو البينات و کل كتاب فيه حكمة فهو زبور. و منه قول امرئ القيس:
و يقال زبرت الكتاب إذا كتبته، فهو مزبور و زبرت الرجل أزبره: إذا زجرته و الزبرة: القطعة العظيمة من الحديد، و منه قوله: «آتُونِي زُبَرَ الحَدِيدِ»[2] و الزبير: الحماة. و الزبرة مجتمع الشعر علي كتف الأسد. و زبرت البئر إذا أحكمت طيها بالحجارة، فهو مزبور و ما لفلان زبر أي عقل، و الكتاب المراد به التوراة و الإنجيل، لأن اليهود كذبت عيسي، و ما جاء به من الإنجيل و حرفت ما جاء به موسي من صفة النبي (ص)، و بدلت عهده إليهم فيه. و النصاري أيضاً جحدت ما في الإنجيل من نعته و غيرت ما أمرهم فيه به. و قوله: «المنير» معناه ألذي ينير، فينير الحق لمن اشتبه عليه، و هو حجة له. و إنما هو من النور، و الاضاءة يقال: قد أنار لك هذا الأمر بمعني أضاء لك و ينير انارة فهو منير، و هذا قول
[1] ديوانه: 210 و روايته (الزبور في العسيب اليماني). الزبور الكتاب المزبور أي المكتوب بالمزبر و هو القلم. العسيب اليماني: سعف النخل. [2] سورة الكهف: آية 97.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 69