- آية- أخبر اللّه تعالي في هذه الآية عن هؤلاء المنافقين أنهم يوّدون و يتمنون أن تكفروا أي تجحدوا وحدانية اللّه تعالي و تصديق نبيكم کما جحدوا، هم «فَتَكُونُونَ سَواءً» يعني مثلهم كفاراً تستوون أنتم، و هم في الكفر باللّه، ثم نهاهم أن يتخذوا منهم أولياء، و يستنصحوهم، بل ينبغي أن يتهموهم، و لا ينتصحوهم، و لا يستنصروهم، و لا يتخذوا منهم ولياً ناصراً، و لا خليلا مصافياً «حَتّي يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ» و معناه حتي يخرجوا من دار الشرك. و يفارقوا أهلها المشركين «فِي سَبِيلِ اللّهِ» يعني في ابتغاء دين اللّه. و هو سبيله، فيصيروا عند ذلک مثلكم، لهم مالكم، و عليهم ما عليكم- و هو قول إبن عباس- ثم قال: «فَإِن تَوَلَّوا» يعني هؤلاء المنافقين عن الإقرار باللّه، و رسوله، و عن الهجرة من دار الشرك، و مفارقة أهله «فَخُذُوهُم» أيها المؤمنون «وَ اقتُلُوهُم حَيثُ وَجَدتُمُوهُم» أي أصبتموهم من أرض اللّه.
«وَ لا تَتَّخِذُوا مِنهُم وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً» يعني و لا تتخذوا منهم خليلا و لا و لا ناصرا ينصركم علي أعدائكم- و هو قول إبن عباس و السدي-.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 284