قيل: ان (إذاً) دخلت هاهنا لتدل علي معني الجزاء، كأنه قال و لو أنهم فعلوا ما يوعظون به لآتيناهم من لدنا أجراً عظيماً جزاء علي فعلهم [و معني] (إذاً) جواب و جزاء و هي تقع متقدمة و متأخرة و متوسطة و إنما تعمل متقدمة خاصة إلا أن يکون الفعل بعدها للحال نحو إذا أظنك خارجاً. و تلغي اذاً عن العمل من بين أخواتها لأنها تشبه أظن في الاستدراك بها تقول: زيد في الدار أظن فتستدرك بها بعد ما مضي صدر الكلام علي اليقين. و كذلك يقول القائل: أنا أجيئك فتقول:
و أنا أكرمك اذن. أردت أن تقول: و أنا أكرمك ثم استدركته بإذن. و لدن مبنية و لم تبين عند، لأنها أشد إبهاما إذا كانت تقع في الجواب نحو أين زيد، فتقول: عند عمرو، فلا يقع لدن هذا الموقع، فجرت لشدة الإبهام مجري الحروف.
و معني (لدنا) هاهنا من عندنا. و إنما ذكر «من لدنا» تأكيداً للاختصاص، بأنه ما لا يقدر عليه إلا اللّه، لأنه قد يؤتي بما يجريه علي يد غيره. و قد يؤتي بما يختص بفعله. و ذلک أشرف له و أعظم في النعمة و لأنه متحف بما لا يقدر عليه غيره.
و قوله: «وَ لَهَدَيناهُم» معناه و لفعلنا من اللطف بهم ما يثبتون معه علي الطاعة، و لزوم الاستقامة و إنما لم يفعل بهم هذا اللطف مع الحال الّتي هم عليها، لأنه يخرجهم
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 248