- آية بلا خلاف-.
عجب اللّه تعالي نبيه (ص) في هذه الآية ممن يزعم أنه آمن بما أنزل علي محمّد (ص)، و ما أنزل من قبله بأن قال أ لم ينته علمك إلي هؤلاء الّذين ذكرنا وصفهم يريدون أن يتحاكموا إلي الطاغوت و قد أمرهم اللّه أن يكفروا به. و قال الحسن، و الجبائي: نزلت الآية في قوم منافقين احتكموا إلي الأوثان بضرب القداح. و قد بينا معني الطاغوت فيما تقدم. و قيل في معناه هاهنا قولان:
أحدهما- أنه كاهن تحاكم إليه رجل من المنافقين، و رجل من اليهود هذا قول الشعبي، و قتادة. و قال السدي اسمه أبو بردة.
الثاني- قال إبن عباس، و مجاهد، و الربيع، و الضحاك: إنه كعب إبن الأشرف رجل من اليهود، فاختار المنافق التحاكم إلي الطاغوت، و هو رجل يهودي.
و قيل: كعب بن الأشرف، لأنه يقبل الرشوة، و اختار اليهودي التحاكم إلي محمّد نبينا (ص) لأنه لا يقبل الرشوة. و معني الطاغوت، ذو الطغيان- علي جهة المبالغة في الصفة- فكل من يعبد من دون اللّه فهو طاغوت، و قد تسمي به الأوثان کما تسمي بأنها رجس من عمل الشيطان، و يوصف به کل من طغي، بأن حكم بخلاف حكم اللّه تعالي غير راض بحكمه تعالي. و
روي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه (ع) أن الآية في کل من يتحاكم إلي من يحكم بخلاف الحق
، و (زعم)، يحتاج إلي اسم، و خبر، «و انهم» في الآية نائب عن الاسم، و الخبر، لأنها علي معني الجملة، و مخرج المفرد، و ليس بمنزلة ظننت ذلک، لأنه علي معني المفرد و مخرج المفرد، لأن قولك: زعمت أنه قائم يفيد ما يفيد هو قائم، و كذلك ظننت ذاك، لأنه