- آية واحدة بلا خلاف-.
قرأ أهل الكوفة: (تجارة) نصباً، الباقون: بالرفع، فمن رفع ذهب الي أن معناه: إلا أن تقع تجارة، و من نصب فمعناه: إلا أن تكون الأموال تجارة، أو أموال تجارة، و حذف المضاف، و أقام المضاف إليه مقامه، و يکون الاستثناء منقطعاً، و يجوز أن يکون التقدير: إلا أن تكون التجارة تجارة، کما قال الشاعر:
إذا کان يوماً ذا كواكب أشنعا[1]
و تقديره: إذا کان اليوم يوماً ذا كواكب، ذكره أبو علي النحوي. و قال الرماني التقدير: إلا أن تكون الأموال تجارة، و لم يبين. و القول ما قال أبو علي، لأن الأموال ليست تجارة. و من شأن خبر کان أن يکون هو اسمها في المعني.
و قيل: الرفع أقوي، لأنه أدل في الاستثناء علي الانقطاع، فان التحريم لأكل المال بالباطل علي الإطلاق. و في النّاس من زعم أن نصبه علي قول الشاعر:
إذا کان طعناً بينهم و عناقا[2]
أي إذا کان الطعن طعناً. قال الرماني: و هذا ليس بقوي، لأن الإضمار قبل الذكر ليس يكثر في مثل هذا، و إن کان جائزاً، فالرفع يغني عن الإضمار فيه.
و في معني قوله: «لا تَأكُلُوا أَموالَكُم بَينَكُم بِالباطِلِ» قولان:
أحدهما- قال السدي:
بالربا، و القمار، و البخس، و الظلم، و هو المروي عن