responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 57

و النهار: اتساع‌ الضياء، و أصله‌ الاتساع‌، و ‌منه‌ قول‌ الشاعر:[1]

ملكت‌ بها كفي‌ فأنهرت‌ فتقها        يري‌ قائم‌ ‌من‌ دونها ‌ما وراءها[2]

‌ أي ‌ أوسعت‌، و يصلح‌ ‌ان‌ ‌يکون‌ ‌من‌ النهر ‌ أي ‌ جعله‌ كالنهر. و النهر أوسع‌ مجاري‌ الماء، فهو أوسع‌ ‌من‌ الجدول‌، و الساقية. و إنما جمعت‌ الليلة، و ‌لم‌ يجمع‌ النهار لأن‌ النهار بمنزلة المصدر، كقولك‌: الضياء، يقع‌ ‌علي‌ الكثير و القليل‌، فأما الليلة، فمخرجها مخرج‌ الواحد ‌من‌ الليل‌ ‌علي‌ ‌أنه‌ ‌قد‌ جاء جمعه‌ ‌علي‌ وجه‌ الشذوذ. ‌قال‌ الشاعر:

‌لو‌ ‌لا‌ الثريدان‌ هلكنا بالضُّمر        ثريد ليل‌ و ثريد بالنُّهر[3]

و الفلك‌: السفن‌ يقع‌ ‌علي‌ الواحد، و الجمع‌ بلفظ واحد، و ‌منه‌ ‌قوله‌: «فِي‌ الفُلك‌ِ المَشحُون‌ِ»[4] و ‌منه‌ «وَ اصنَع‌ِ الفُلك‌َ بِأَعيُنِنا»[5] و الفلك‌: فلك‌ السماء.

‌قال‌ اللّه‌ ‌تعالي‌: «كُل‌ٌّ فِي‌ فَلَك‌ٍ يَسبَحُون‌َ»[6]. و ‌کل‌ مستدير فلك‌، و الجمع‌ أفلاك‌ و ‌قال‌ صاحب‌ العين‌: ‌قيل‌: اسم‌ للدوران‌ خاصة. و ‌قيل‌: بل‌ اسم‌ لأطواق‌ سبعة ‌فيها‌ النجوم‌. و فلكت‌ الجارية ‌إذا‌ استدار ثديها. و الفلكة: فلكة المغزل‌ معروف‌. و فلكة الجدي‌، و ‌هو‌ قضيب‌ يدار ‌علي‌ لسانه‌ لئلا يرضع‌. و اصل‌ الباب‌ الدور، و الفلك‌ السفينة لأنها تدور بالماء أسهل‌ دور. و إنما جعل‌ الفلك‌ للواحد، و الجمع‌ بلفظ واحد، لأن‌ فعل‌ و فعل‌[7] يشتركان‌ كثيراً: العرب‌، و العرب‌، و العجم‌، و العُجم‌، و البخل‌ و البخل‌.


[1] ‌هو‌ قيس‌ ‌بن‌ الخطيم‌.
[2] اللسان‌ (نهر) ملكت‌: شددت‌ و قويت‌. أنهرت‌ فتقها: وسعته‌ ‌حتي‌ جعلته‌ نهراً.
يصف‌ طعنة، فشبهها أولا بالنهر ‌ثم‌ شبهها بالنافذة بقوله‌: يري‌ قائم‌ ... و ‌هذا‌ ‌في‌ غاية المبالغة.
[3] اللسان‌ (نهر)، و تهذيب‌ الألفاظ: 422، و المخصص‌ 9: 51. و رواية اللسان‌، و المخصص‌ «لمتنا» بدل‌ «لهلكنا» الضمر‌-‌ بضم‌ الميم‌، و سكونها‌-‌ الهزال‌، و لحاق‌ البطن‌، و الضمر هنا: الجوع‌، لأن‌ المعني‌ ‌لو‌ ‌لا‌ ثريد الليل‌ و ثريد النهار لمتنا جوعاً. و الثريد:
خبز يبل‌ ‌في‌ ماء اللحم‌ و غيره‌.
[4] ‌سورة‌ يس‌ آية: 41
[5] ‌سورة‌ هود آية: 37
[6] ‌سورة‌ الأنبياء آية: 33، و ‌سورة‌ يس‌ آية: 40
[7] فعل‌ الاولي‌-‌ بفتح‌ الفاء و العين‌-‌ و الثانية‌-‌ بضم‌ الفاء و سكون‌ العين‌-‌، و كذلك‌ ‌کل‌ ‌ما مثل‌ ‌به‌ ‌من‌ الكلمات‌ المتفقة ‌في‌ المادة ‌في‌ ‌هذا‌ الموضع‌.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست