نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 568
الكافرين، و بين انه «لَن تُغنِيَ عَنهُم أَموالُهُم وَ لا أَولادُهُم» شيئاً من اللّه و إنما خص الأموال، و الأولاد بالذكر في أنهم لا يغنون عن الكافر شيئاً و إن کان لا يغني عنهم غير هؤلاء أيضاً شيئا، لأنهما معتمد ما يقع به الاعتداد، و مما يعول عليه الإنسان و يرجوه للشدائد و يفيد النفي العام، لأنه إذا لم يغن عنه من هو حقيق بالغناء لمنع من لا يعجزه شيء فغناء من دونه أبعد.
اللغة:
و قوله: «وَ أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ» إنما سموا أصحاب النار، للزومهم فيها کما يقال هؤلاء أصحاب الصحراء إذا كانوا ملازمين لها، و قد يقال أصحاب العقار بمعني ملاكه و أصحاب الرجل أتباعه و أعوانه و أصحاب العالم من يعني به الآخذون عنه، و المتعلمون عنه، فالاضافة مختلفة. و معني «لَن تُغنِيَ عَنهُم» أي لن تدفع عنهم ضرر الولاء النازل بهم و لو قيل أغناه كذا عن كذا أفاد أن أحد الشيئين صار بدلا من الآخر في نفي الحاجة، و الغني الاختصاص بما ينفي الحاجة، فان اختص بمال ينفي الحاجة، فذلك غني. و كذلك الغني بالجاه و الاصحاب و غير ذلک، فأما الغني في صفت اللّه فاختصاصه بكونه قادراً علي وجه لا يعجزه شيء، و قولنا فيه: أنه غني معناه أنه لا يجوز عليه الحاجة.
و أصل النار النور، و هو مصدر. و النار جنس تجري مجري الوصف في تضمنه معني الأصل و زيادة عليه، لأنها جسم لطيف فيه حرارة و نور. و منه امرأة نوار أي نافرة عن الشر عفيفة، لأنها كالنار في الامتناع. و منه المنار الاعلام، لأنها كالنور في البيان. و منه المنارة الّتي يسرج عليها.