نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 232
ائتلاء، و في التنزيل «وَ لا يَأتَلِ أُولُوا الفَضلِ مِنكُم»[1]، و تقول: لا تألوا ألياً، و ألوّ، نحو العتي، و العتوّ. و ما ألوت جهداً، و لا ألوته نصحاً، أو غشا، و منه قوله: «لا يَألُونَكُم خَبالًا»[2]، و قال الشاعر:
نحن فصلنا جهدنا لم نأتله
أي لم نقصر. و أصل الباب التقصير، فمنه لا يألوا جهداً، و منه الألية:
اليمين، لأنها لنفي التقصير. و عود ألوة، و ألوة: أجود العمود، لأنه خالص.
المعني:
و الإيلاء في الآية: المراد به: اعتزل النساء، و ترك جماعهن علي وجه الإضرار بهن، و كأنه قيل: «لِلَّذِينَ يُؤلُونَ» أن يعتزلوا نساءهم (تَرَبُّصُ أَربَعَةِ أَشهُرٍ) منهم،
و اليمين الّتي يکون بها الرجل مؤلياً: هي اليمين باللّه عزّ و جلّ، أو بشيء من صفاته الّتي لا يشركه فيها غيره، علي وجه لا يقع موقع اللغو ألذي لا فائدة فيه، و يکون الحلف علي الامتناع من الجماع علي جهة الغضب، و الضرار، و هو المروي عن علي (ع)
، و إبن عباس، و الحسن. و قال ابراهيم، و إبن سيرين، و الشعبي: في الغضب.
و قال سعيد بن المسبب: هو في الجماع، و غيره من الضرار، نحو الحلف ألّا يكلمها.
اللغة:
و التربصّ بالشيء انتظارك به خيراً، أو شراً يحل، و تقول: تربصت بالشيء تربصاً، و ربصت به ربصاً، و منه قوله: «فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتّي حِينٍ»[3] و «نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيبَ المَنُونِ»[4] قال الشاعر:
تربص بها ريب المنون لعلّها تطلّق يوماً أو يموت حليلها[5]
و مالي علي هذا الأمر ربصة: أي تلبث، و أصله الانتظار.
و قوله: «فَإِن فاؤُ» معناه: فان رجعوا، و منه قوله: