نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 146
التعلم. و ثقفته تثقيفاً: إذا قومته. و أصل الباب: التثقيف التقويم.
المعني:
و قوله «وَ الفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتلِ» قال الحسن، و قتادة، و مجاهد، و الربيع، و إبن زيد، و جميع المفسرين: إنها الكفر. و أصل الفتنة الاختبار، فكأنه قال:
و الكفر ألذي يکون عند الاختبار أعظم من القتل في الشهر الحرام و وجه قراءة من قرأ (و لا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتي يقتلوكم فيه) أنه جاء في كلام العرب إذا قتل بعضهم، قالوا: قتلنا، فتقديره حتي يقتلوا بعضكم.
و معني قوله «وَ أَخرِجُوهُم مِن حَيثُ أَخرَجُوكُم» أي أخرجوهم من مكة کما أخرجوكم منها. و روي أن هذه الآية نزلت في سبب رجل من الصحابة قتل رجلا من الكفار في الشهر الحرام، فعابوا المؤمنين بذلك فبيّن اللّه تعالي أن الفتنة في الدين أعظم من قتل المشركين في الشهر الحرام و إن کان محظوراً لا يجوز.
معني قوله تعالي: «فَإِنِ انتَهَوا» يعني عن كفرهم بالتوبة منه، في قول مجاهد، و غيره من المفسرين. و الانتهاء الامتناع يقال: نهي نهياً، و أنهي إنهاء، و تناهي تناهياً، و النهي الزجر عن الفعل بصيغة (لا تفعل) و الأمر الدعاء الي الفعل بصيغة (افعل) مع اعتبار الرتبة. و النهي الغدير يکون له الحاجز يمنع الماء أن يفيض، فالنهي بمنزلة المنع. و نهاية الشيء غايته. و نهية الوتد: الفرض، و هو الحزّ في رأسه ألذي يمنع الحبل أن ينسلخ، لأنه ينهاه عن ذلک. و النهي: جمع نهية. و هي العقل. و التنهية و جمعها تناهي، و هي مواضع تنهبط. و يتناهي إليها ماء السماء.
و الإنهاء إبلاغ الشيء نهايته. و في الآية دلالة علي أنه يقبل توبة القاتل عمداً، لأنه بيّن أنه يقبل توبة المشرك، و هو أعظم من القتل، و لا يحسن أن يقبل التوبة من الأعظم، و لا يقبل من الأقل، فان قيل فما معني جواب الشرط، و اللّه غفور
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 146