و المعني لا تبدؤهم بقتل و لا قتال حتي يبدؤكم. إلا أن القتل نقض بنية الحياة، و القتال محاولة القتل ممن يحاول القتل.
و قوله: «وَ اقتُلُوهُم» أمر للمؤمنين بقتل الكفار «حَيثُ ثَقِفتُمُوهُم».
الاعراب:
و يجوز في حيث ثلاثة أوجه: ضم الثاء، و فتحها، و كسرها، فالضم لشبهها بالغاية، نحو قبل و بعد، لأنه منع الاضافة الي المفرد مع لزوم معني الاضافة له، فجري لذلك مجري قبل و بعد في البناء علي الضم، و لا يجب مثل ذلک في (إذ) لأنها مبنية علي الوقف، کما أنّ (مذ) لا يجب فيها ما يجب في منذ. و الفتح، لأجل الياء، کما فتحت (أين، و كيف) و الكسر فعلي أصل الحركة، لالتقاء الساكنين. و إنما كتبت بغير ألف- في الثلاث و الكلام[1] في المصحف للإيجاز، کما كتبوا الرحمن بلا ألف. و كذلك صالح و خالد، و ما أشبهها، من حروف المدّ و اللين، لقوتها علي التغيير.
اللغة:
و قوله «ثقفتموهم» تقول: ثقفته أثقفه ثقفاً: إذا ظفرت به، و منه قوله:
«فَإِمّا تَثقَفَنَّهُم فِي الحَربِ»[2] و ثقفت الشيء ثقافة: إذا حذقته، و منه اشتقاق الثقافة بالسيف، و قد ثقف ثقافة فهو ثقف. و الثقاف حديدة تكون مع القواس، و الرّماح يقوم بها المعوج. و ثقف الشيء ثقفاً: إذا لزم، و هو ثقف إذا کان سريع