و قوله «وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذّاباً» معناه جحدوا بآيات اللّه و حججه، و لم يصدقوا بها. و إنما جاء المصدر علي فعال للمبالغة مع اجرائه علي نظيره ألذي يطرد قبل آخره الف نحو الانطلاق و الاقتدار و الاستخراج و القتال و الكرام، و المصدر الجاري علي فعل التفعيل نحو التكذيب و التحسين و التقديم، و قد خرج التفعيل عن النظير لما تضمن من معني التكثير، کما خرج التفاعل و المفاعلة للزيادة علي أقل الفعل، فانه من اثنين. و مثل كداب، حملته حمالا و حرقته حراقاً.
و قوله «وَ كُلَّ شَيءٍ أَحصَيناهُ كِتاباً» معناه و أحصينا کل شيء أحصيناه في كتاب، فلما حذف حرف الجر نصبه، و قيل: إنما نصبه لان في أحصيناه معني كتبناه، فكأنه قال كتبناه كتاباً، و مثل كذبته كذاباً قصيته قصاء قال الشاعر: