responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 10  صفحه : 244

‌إلا‌ انه‌ حذف‌ للعلم‌ بحال‌ أهل‌ النار ‌من‌ الكفار بإجماع‌ الأمة ‌عليه‌ «لابِثِين‌َ فِيها أَحقاباً لا يَذُوقُون‌َ فِيها بَرداً وَ لا شَراباً إِلّا حَمِيماً وَ غَسّاقاً» ‌ثم‌ يعذبون‌ ‌بعد‌ ‌ذلک‌ بضرب‌ آخر كالزقوم‌ و الزمهرير و نحوه‌ ‌من‌ أصناف‌ العذاب‌. و ‌من‌ قرأ «لبثين‌» بلا الف‌ استشهد ‌في‌ تعدي‌ (فعل‌) بقول‌ الشاعر:

و مسحل‌ سح‌ عضاده‌ سحج‌        بسراتها ندب‌ ‌له‌ و كلوم‌[1]

و ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌: الحقب‌ ثمانون‌ سنة. و ‌قال‌ الحسن‌: سبعون‌ سنة. و ‌قال‌ قوم‌: ‌هو‌ اكثر ‌من‌ ‌ذلک‌.

و ‌قوله‌ «لا يَذُوقُون‌َ فِيها بَرداً وَ لا شَراباً» ‌قال‌ ابو عبيدة: البرد هاهنا النوم‌ ‌قال‌ الكندي‌:

فيصدني‌ عنها و ‌عن‌ قبلتها البرد

‌ أي ‌ النوم‌، فكأنهم‌ ‌لا‌ ينامون‌ ‌من‌ شدة ‌ما ‌هم‌ ‌فيه‌ ‌من‌ العذاب‌، و ‌لا‌ يجدون‌ شراباً يشربوه‌ «إِلّا حَمِيماً وَ غَسّاقاً» فالحميم‌ الحار الشديد الحرارة و الغساق‌ صديد أهل‌ النار‌-‌ ‌في‌ قول‌ إبراهيم‌ و قتادة و عطية و عكرمة‌-‌ يقال‌: غسقت‌ القرحة غسقاً ‌إذا‌ سال‌ صديدها، و كذلك‌ الجروح‌، و ‌منه‌ ‌قوله‌ «وَ مِن‌ شَرِّ غاسِق‌ٍ إِذا وَقَب‌َ»[2] و الغاسق‌ الليل‌ ‌إذا‌ لبس‌ الأشياء بظلمته‌، كأنه‌ يسيل‌ ‌عليه‌ بظلامه‌. و ‌قال‌ الحسن‌:

الجنة و النار مخلوقتان‌ ‌في‌ الأيام‌ الستة الأول‌، و ‌هي‌ الجنة ‌الّتي‌ سكنها آدم‌، و ‌هي‌ الجنة ‌الّتي‌ يسكنها المتقون‌ ‌في‌ الآخرة. ‌ثم‌ يفنيها اللّه‌ لهلاك‌ الخلائق‌. ‌ثم‌ يعيدها، ‌فلا‌ يفنيها أبداً. و ‌قال‌ قوم‌: هما مخلوقتان‌، و ‌لا‌ يفنيهما اللّه‌. و ‌قال‌ آخرون‌: هما ‌غير‌ مخلوقتين‌ و الجنة ‌الّتي‌ ‌کان‌ ‌فيها‌ آدم‌ جنة أخري‌ ليست‌ جنة الخلد.

و ‌قوله‌ «جَزاءً وِفاقاً» ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و مجاهد و الربيع‌ و قتادة: معناه‌ وافق‌


[1] تفسير الطبري‌ 30/ 7
[2] ‌سورة‌ 113 الفلق‌ آية 3
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 10  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست