نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 64
لقد أسمعت لو ناديت حياً و لكن لا حياة لمن تنادي
أي كأنه لا حياة فيه. و الختم آخر الشيء و منه قوله تعالي: «خِتامُهُ مِسكٌ»[1] و منه: خاتَمَ النَّبِيِّينَ أي آخرهم. و منه: ختم الكتاب لأنه آخر حال الفراغ منه و الختم الطبع و الخاتم الطابع.
و ما يختم اللّه علي القلوب من السمة و العلامة الّتي ذكرناها ليست بمانعة من الايمان کما أن ختم الكتاب و الظرف و الوعاء لا يمنع من أخذ ما فيه.
و حكي عن مجاهد أنه قال: الرّين أيسر من الطبع و الطبع أيسر من الختم و من الاقفال و القفل أشد من ذلک.
و الغشاوة: الغطاء و فيها ثلاث لغات: فتح الغين و ضمها و كسرها و كذلك غشوة فيها ثلاث لغات. و يقال: تغشاني السهم إذا تجلله و کل ما اشتمل علي شيء مبني علي فعالة كالعمامة و القلادة و العصابة و كذلك في الصناعة كالخياطة و القصارة و الصباغة و النساجة و غير ذلک و كذلك من استولي علي شيء كالخلافة و الامارة و الاجارة و غير ذلک.
قال ابو عبيدة: «وَ عَلي سَمعِهِم» معناه علي أسماعهم و وضع الواحد موضع الجمع لأنه اسم جنس کما قال: «يُخرِجُكُم طِفلًا»[2] يعني أطفالا. و يجوز ان يکون أراد موضع سمعهم فحذف لدلالة الكلام عليه. و يجوز ان يکون أراد المصدر لأنه يدل علي القليل و الكثير، فمن رفع التاء قال: الكلام الأول قد تم عند قوله:
«وَ عَلي سَمعِهِم» و استأنف: «وَ عَلي أَبصارِهِم غِشاوَةٌ» و تقديره: و غشاوة علي أبصارهم، و من نصب قدّره، يعني: جعل علي أبصارهم غشاوة، کما قال الشاعر: