و يحتمل أن يکون المراد (بختم) أنه سيختم، و يکون الماضي بمعني المستقبل، کما قال: «وَ نادي أَصحابُ الجَنَّةِ أَصحابَ النّارِ»[2] و علي هذا يسقط سؤال المخالف و القلب جعل الشيء علي خلاف ما کان. يقال: قلبه يقلبه قلباً، و القليب البئر لأن الماء ينقلب اليها، و ما به قلبة: أي انقلاب عن صحة، و فلان حوّل قلب: إذا کان يقلب الأمور برأيه و يحتال عليها، و القلوب الذئب لتقلبه في الحيلة علي الصيد بخبثه، و سمي القلب قلباً لتقلبه بالخواطر. قال الشاعر:
ما سمي القلب إلا من تقلبه و الرأي يعزب و الإنسان أطوار
و البصر: مصدر بصر به يبصر بصراً، بمعني أبصره ابصاراً. و البصيرة:
الأبصار للحق بالقلب. و البصائر قطع الدم لأنها تري كثيرة للغسل.
«وَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ» بإظهار التنوين، لأن النون تبين عند حروف الحلق و هي ستة أحرف: العين، و الغين، و الحاء، و الخاء، و الهمزة و الهاء و من هذه الأحرف ما لا يجوز فيه الإخفاء، و هي العين، كقوله: «مِن عِندِ اللّهِ» و