نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 62
سواء عليه أي حين أتيته أ ساعة نحس تتقي أم بأسعد
و لا يجوز أن تقع أو في مثل هذا مكان أم لأن أم هي الّتي تعادّل بها الهمزة لا أو.
و الفرق بينهما ان أو يستفهم بها عند أحد الامرين هل حصل أم لا و هو لا يعلمهما معاً كقول القائل: أذَّن أو أقام! إذ المراد تعلمهما، فإذا علم واحداً منهما و لم يعلمه بعينه قال أذن أم اقام! يستفهم عن تعيين أحدهما هذا في الاستفهام.
و في الخبر تقول: لا أبالي أقمت أم قعدت. أي هما عندي سواء و لا يجوز ان تقول لا أبالي أقمت أو قعدت لأنك لست بمستفهم من شيء.
و حكي عن عاصم الجحدري انه قرأ سواو بواو مضمومة لا بهمزة و هذا غلط لأن العرب كلها تهمز ما بعده مده، يقولون: كساء و رداء و هواء و جزاء و غير ذلک. و أما الانذار فهو اعلام و تخويف، و کل منذر معلم و ليس کل معلم منذراً و قد سمي اللّه نفسه بذلك فقال: «إِنّا أَنذَرناكُم عَذاباً قَرِيباً»[1] لأن الاعلام يجوز وصفه به و التخويف أيضاً كذلك في قوله: (ذلِكَ يُخَوِّفُ اللّهُ بِهِ عِبادَهُ) فإذا جاز وصفه بالمعنيين جاز وصفه بلفظ يشتمل عليهما و أنذرت فعل متعد الي مفعولين كقوله تعالي: (أَنذَرتُكُم صاعِقَةً) (و إِنّا أَنذَرناكُم عَذاباً قَرِيباً) و قد ورد معداً بالباء في قوله تعالي: «قُل إِنَّما أُنذِرُكُم بِالوَحيِ»[2] و قيل الانذار هو التحذير من مخوف يتسع زمانه الاحتراز، فان لم يتسع زمانه للاحتراز کان اشعاراً و لم يكن إنذاراً. قال الشاعر:
أنذرت عمراً و هو في مهل قبل الصباح فقد عصي عمرو
فان قيل الّذين علم اللّه منهم انهم لا يؤمنون، هل كانوا قادرين علي الايمان أم لا! فان قلتم ما كانوا قادرين، و قد كلفهم اللّه تعالي الايمان، فقد كلفهم ما لا يقدرون عليه، و هذا لا يجوز- و ان كانوا قادرين- فقد قلتم: انهم كانوا قادرين علي تجهيل اللّه. قلنا: هذا يلزم المخالف مثله، فانه لا خلاف أنهم مأمورون