نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 61
إلا الحلواني و كذلك في کل همزتين في كلمة واحدة إذا كانت الاولي للاستفهام إلا في مواضع مخصوصة نذكرها فيما بعد الباقون بتخفيف الاولي و تليين الثانية و فصل بينهما بالألف أهل المدينة إلا ورشاً و أبا عمرو و الحلواني عن هشام.
و معني قوله «سَواءٌ» أي معتدل مأخوذ من التساوي كقولك متساو و تقول:
هذان الأمران عندي سواء أي معتدلان، و منه قوله: «فَانبِذ إِلَيهِم عَلي سَواءٍ»[1] يعني بذلك أعلمهم و آذنهم للحرب ليستوي علمك و علمهم بما عليه کل فريق منكم للاخر و معناه: أي الامرين کان منك اليهم الانذار أم ترك الانذار فإنهم لا يؤمنون. و قال عبد اللّه بن قيس الرقيات:
تعدت بي الشهباء نحو إبن جعفر سواء عليها ليلها و نهارها
يعني بدلك عندها معتدل في السير الليل و النهار، لأنها لا فتور فيه و منه قول الآخر:
و ليل يقول المرء من ظلماته سواء صحيحات العيون و عورها
لأن الصحيح لا يبصر فيه إلا بصراً ضعيفاً من ظلمته، و هذا لفظه لفظ الاستفهام و معناه الخبر، و له نظائر في القرآن، کما تقول ما أبالي أقمت أم قعدت، و انت مخبر لا مستفهم لأنه وقع موقع أي ، كأنك قلت لا أبالي أيّ الامرين کان منك و كذلك معني الآية: سواء عليهم أيّ هذين منك اليهم حسن في موضعه، سواء فعلت أم لم تفعل. و قال بعض النحويين ان حرف الاستفهام انما دخل مع سواء و ليس باستفهام، لأن المستفهم إذا استفهم غيره قال: أزيد عندك أم عمرو و يستفهم صاحبه أيهما عنده و ليس أحدهما أحق بالاستفهام من الآخر فلما کان قوله: «سَواءٌ عَلَيهِم أَ أَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم» بمعني التسوية أشبه ذلک الاستفهام إذ شبهه بالتسوية، و قال جرير:
أ لستم خير من ركب المطايا و اندي العالمين بطون راح
فهذا في صورة الاستفهام و هو خبر، لأنه لو أراد الاستفهام لما کان مدحاً و قال آخر: