responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 56

تخصيص‌ الأولي‌.

و ‌قال‌ قوم‌: انهما ‌مع‌ الآيتين‌ اللتين‌ بعدهما أربع‌ آيات‌ٍ نزلت‌ ‌في‌ مؤمني‌ أهل‌ الكتاب‌، لأنه‌ ذكرهم‌ ‌في‌ بعضها. و ‌قال‌ قوم‌: ‌ان‌ الأربع‌ آيات‌ ‌من‌ أول‌ السورة نزلت‌ ‌في‌ جميع‌ المؤمنين‌، و اثنتان‌ نزلتا ‌في‌ نعت‌ الكافرين‌، و ثلاثة عشر ‌في‌ المنافقين‌ و ‌هذا‌ أقوي‌ الوجوه‌، لأنه‌ حمل‌ ‌علي‌ عمومه‌، و حكي‌ ‌ذلک‌ ‌عن‌ مجاهد. و ‌قوله‌:

«يُقِيمُون‌َ الصَّلاةَ» فاقامتها أداؤها بحدودها و فرائضها و واجباتها، ‌کما‌ فرضت‌ ‌عليهم‌ يقال‌: أقام‌ القوم‌ سوقهم‌ ‌إذا‌ ‌لم‌ يعطلوها ‌من‌ البيع‌ و الشراء، ‌قال‌ الشاعر:

أقمنا لأهل‌ العراقين‌ سوق‌ الضراب‌        فخاموا و ولوا جميعا

و ‌قال‌ ‌أبو‌ مسلم‌ ‌محمّد‌ ‌بن‌ بحر: معني‌ «يُقِيمُون‌َ الصَّلاةَ» يديمون‌ أداء فرضها يقال‌ للشي‌ء الراتب‌ قائم‌ و لفاعله‌ مقيم‌، و ‌من‌ ‌ذلک‌: فلان‌ يقيم‌ أرزاق‌ الجند. و ‌قيل‌ انه‌ مشتق‌ ‌من‌ تقويم‌ الشي‌ء ‌من‌ قولهم‌: قام‌ بالأمر، ‌إذا‌ أحكمه‌ و حافظ ‌عليه‌.

و ‌قيل‌ انه‌ مشتق‌ مما ‌فيه‌ ‌من‌ القيام‌، و لذلك‌ ‌قيل‌ ‌قد‌ قامت‌ الصلاة.

و أما الصلاة فهي‌ الدعاء ‌في‌ اللغة، ‌قال‌ الشاعر:

و قابلها الريح‌ ‌في‌ دنّها[1]        و ‌صلي‌ ‌علي‌ دنّها و ارتسم‌

‌ أي ‌ دعا لها. و ‌قال‌ الأعشي‌:

لها حارس‌ ‌لا‌ يبرح‌ الدهر بيتها        فان‌ ذبحت‌ ‌صلي‌ عليها و زمزما[2]

يعني‌ دعا لها: و أصل‌ الاشتقاق‌ ‌في‌ الصلاة ‌من‌ اللزوم‌ ‌من‌ ‌قوله‌ تصلي‌ ناراً حامية، و المصدر الصلاة و ‌منه‌ اصطلي‌ بالنار ‌إذا‌ لزمها، و المصلّي‌ ‌ألذي‌ يجي‌ء ‌في‌ اثر السابق‌ للزوم‌ أثره‌، و يقال‌ للعظم‌ ‌ألذي‌ ‌في‌ العجز صلواً، و هما صلوان‌.

فأما ‌في‌ الشرع‌ ففي‌ ‌النّاس‌ ‌من‌ ‌قال‌ إنها تخصصت‌ بالدعاء و الذكر ‌في‌ موضع‌ مخصوص‌. و منهم‌ ‌من‌ ‌قال‌، و ‌هو‌ الصحيح‌، انها ‌في‌ الشرع‌ عبارة ‌عن‌ الركوع‌ و السجود ‌علي‌ وجه‌ مخصوص‌ و أركان‌ و اذكار مخصوصة. و ‌قيل‌ انها سميت‌ صلاة


[1] و ‌في‌ رواية: ظلها.
[2] الزمزمة: صوت‌ بعيد ‌له‌ دوي‌.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست