responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 55

عند أكثر المرجئة، و المراد بذلك‌ التصديق‌ بجميع‌ ‌ما أوجب‌ اللّه‌ ‌او‌ ندبه‌ ‌او‌ اباحة و ‌هو‌ المحكي‌ ‌عن‌ ‌إبن‌ عباس‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ لأنه‌ ‌قال‌: ‌الّذين‌ يصدقون‌ بالغيب‌.

و حكي‌ الربيع‌ ‌بن‌ انس‌ انه‌ ‌قال‌: ‌الّذين‌ يخشون‌ بالغيب‌. و ‌قال‌: معناه‌ يطيعون‌ اللّه‌ ‌في‌ السر و العلانية. و ‌قيل‌: ‌إن‌ الايمان‌ مشتق‌ ‌من‌ الامان‌، و المؤمن‌ ‌من‌ يؤمن‌ نفسه‌ ‌من‌ عذاب‌ اللّه‌، و اللّه‌ المؤمن‌ لأوليائه‌ ‌من‌ عذابه‌ و ‌ذلک‌ مروي‌ ‌في‌ اخبارنا و قالت‌ المعتزلة بأجمعها: الايمان‌ ‌هو‌ فعل‌ الطاعة، و منهم‌ ‌من‌ اعتبر فرائضها و نوافلها، و منهم‌ ‌من‌ اعتبر الواجب‌ منها ‌لا‌ ‌غير‌، و اعتبروا اجتناب‌ الكبائر ‌من‌ جملتها.

و روي‌ ‌عن‌ الرضا ‌عليه‌ ‌السلام‌: ‌ان‌ الايمان‌ ‌هو‌ التصديق‌ بالقلب‌ و العمل‌ بالأركان‌ و القول‌ باللسان‌.

و ‌قد‌ بينا الأقوي‌ ‌من‌ ‌ذلک‌ ‌في‌ كتاب‌ الأصول‌.

و اما «الغيب‌» فحكي‌ ‌عن‌ ‌إبن‌ عباس‌ انه‌ ‌قال‌: ‌ما جاء ‌من‌ عند اللّه‌. و ‌قال‌ جماعة ‌من‌ الصحابة كابن‌ مسعود و غيره‌: ‌ان‌ الغيب‌ ‌ما غاب‌ ‌عن‌ العباد علمه‌ ‌من‌ امر الجنة و النار و الأرزاق‌ و الاعمال‌ و ‌غير‌ ‌ذلک‌، و ‌هو‌ الاولي‌ لأنه‌ عام‌، و يدخل‌ ‌فيه‌ ‌ما رواه‌ أصحابنا ‌من‌ زمان‌ الغيبة و وقت‌ خروج‌ المهدي‌ ‌عليه‌ ‌السلام‌. و ‌قال‌ قوم‌:

الغيب‌ ‌هو‌ القرآن‌، حكي‌ ‌ذلک‌ ‌عن‌ زر ‌بن‌ جيش‌. و ذكر البلخي‌ ‌ان‌ الغيب‌ ‌کل‌ ‌ما أدرك‌ بالدلائل‌ و الآيات‌ مما تلزم‌ معرفته‌. و ‌قال‌ الرماني‌: الغيب‌ خفاء الشي‌ء ‌عن‌ الحس‌ قرب‌ ‌أو‌ ‌بعد‌ ‌إلا‌ انه‌ ‌قد‌ كثرت‌ صفة الغائب‌ ‌علي‌ البعيد ‌ألذي‌ ‌لا‌ يظهر للحس‌.

و اصل‌ الغيب‌ ‌من‌ غاب‌. يقولون‌: غاب‌ فلان‌ يغيب‌، و ليس‌ الغيب‌ ‌ما غاب‌ ‌عن‌ الإدراك‌ لأن‌ ‌ما ‌هو‌ معلوم‌ و ‌ان‌ ‌لم‌ يكن‌ مشاهداً، ‌لا‌ يسمي‌ غيباً، و الأولي‌ ‌ان‌ تحمل‌ ‌الآية‌ ‌علي‌ عمومها ‌في‌ جميع‌ ‌من‌ يؤمن‌ بالغيب‌، و ‌قال‌ قوم‌: انها متناولة لمؤمني‌ العرب‌ خاصة دون‌ غيرهم‌ ‌من‌ مؤمني‌ أهل‌ الكتاب‌، قالوا بدلالة ‌قوله‌ فيما ‌بعد‌ «وَ الَّذِين‌َ يُؤمِنُون‌َ بِما أُنزِل‌َ إِلَيك‌َ وَ ما أُنزِل‌َ مِن‌ قَبلِك‌َ» قالوا و ‌لم‌ يكن‌ للعرب‌ كتاب‌ قبل‌ الكتاب‌ ‌ألذي‌ أنزله‌ اللّه‌ ‌علي‌ نبيه‌ تدين‌ بتصديقه‌، و انما الكتاب‌ لأهل‌ الكتابين‌ و ‌هذا‌ ‌غير‌ صحيح‌، لأنه‌ ‌لا‌ يمنع‌ ‌أن‌ تكون‌ ‌الآية‌ الاولي‌ عامة ‌في‌ جميع‌ المؤمنين‌ المصدقين‌ بالغيب‌ و ‌إن‌ كانت‌ ‌الآية‌ الثانية خاصة ‌في‌ قوم‌ لأن‌ تخصيص‌ الثانية ‌لا‌ يقتضي‌

نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست